سميحة عمر تكتب:
سنوات الحرب على الجنوب وما خلفته من مآسي
سنوات الحرب خلفت وماتزال الكثير من الندوب والتشوهات، وما فتئت تكشف المزيد كل يوم ، لم يجمل خلالها وجه البلاد بأسرها سوى هؤلاء الجنود بأرواحهم الفتية .. وسوى قائد فذ بحجم العميد منير اليافعي.
هؤلاء اللذين هم علامة النصر الوحيدة وسط كم العجز الذي أحاط بنا، وبهم أفشلت التحالفات الرثة المتهالكة..
قلة من أبطال وأبناء القيادات العسكرية الجنوبية المهملة اللذين ظن الجميع بأن شوكتهم قد كسرت بعد أن سلطت عليها كل محاولات الإذلال والتهميش، وقفوا برجولة وبطولة لم تغادرهم لوهلة، وكانوا بقدر الخطر الذي أحاط بعدن وما حولها حينها ، بعد أن راقبنا جيشا" يمنيا" ضخما" دجن لعقود ، مثقل بتقاسمات زعماء الدين والمصالح ، يتهاوى في لحظة من صعدة إلى صنعاء.
وتتقدم المقاومة الجنوبية لتصنع قبلة آمنة لجميع اليمنيين جنوبا" وشمالا" بإمتداد عدن فأبين وحضرموت وغيرها.
خسارة اليوم برحيل ما يقارب 60 فردا" من عناصر الجيش والشرطة في العاصمة عدن ، وفي مقدمتهم قائد قوات الدعم والإسناد في الحزام الأمني ، ليست بالحدث الذي يجب أن يمر دون إعادة تقييم ، وله توابعه القادمة.
ولن يعد مفهوما" القبول بأي تناول لعناصر الجيش والشرطة من قبل مهرجي الإعلام في الخارج وسواهم، بأي جانب قد يؤدي لفقد آخرين.
وهذه العناصر التي تتوزع في زاويا عدن لتحمي وجودنا يلزم أن توضع الضوابط التي تجرم كل قلم يساهم في المساس بها.. وإن كانت الصحافة لن تعرف من حريتها سوى دعم جهود الإرهاب بشكل غير مباشر، مقصود أو غير مقصود، فلا حاجة لها وهي التي لم تكن - عموما" - سوى جزء من إعلام ركيك ورخيص.
أما الحوثيين فلا جديد قدموه بهكذا عملية أستهدفت حياة الشخصية العسكرية الشابة التي كانت صاحبة فضل كبير في مواجهة الإرهاب والتطرف في محافظة أبين وإنهائه.. لم يقدموا شيئا" سوى تأكيد المؤكد بأنهم والإرهاب يسيرون قدما" بقدم ويوجههم ذات المدبر وذات المصدر.