فهد ديباجي يكتب:

رسالة الشعب العراقي

كثير يعلم النظرة الشعوبية الإيرانية للعرب منذ سقوط عرش الأكاسرة على يد العرب الذين حملوا الإسلام والفتح لأرضهم، والذي ينظرون إليه على أنه طمس للهوية الفارسية يستوجب بُغض العرب، والثأر منهم ومناصبتهم العداء، أكدته كثير من الكتب والسياسات والمواقف التاريخية استمرت حتى وقتنا الحاضر. 

من المعلوم أن نظام الملالي يتخذ من المذهب الشيعي والتشيع للتعبئة والتجييش، وإحداث الشقاق والنزاع بين المكوّنين السني والشيعي، الذي كان يُحل غالباً عبر التاريخ في ميادين السجال الفكري، ولم يصل إلى هذا القدر من الطائفية والاحتقان على أرض الواقع إلا مع ظهور الثورة الخمينية الشيطانية.

 فمشكلة إيران التاريخية هي العرب وخصوصا العراق، وكانت ومازالت تعمل لكي تنتقم منه وتدمره، وتجعل من الشعب العراقي جاهلا ذليلا فاقدا للكرامة والإنسانية والهوية، لاسيما أنها ترسل أفواج وفرق الموت للعراق؛ لتصفية شعبه الذي خرج لمحاربة الفساد واجتثاث المليشيات والمرتزقة، فهي لا يعنيها العراق وشعبه، ولو كان ذلك على حساب إبادة الشعب العراقي بالكامل، فإيران لا يمكن أن تسمح للعراق وحكوماته وشعبه أن يتمتع بالشرعية والسيادة والحرية التي يريدها في كل المجالات لاسيما الدينية، فحكامها لا يمكن أن يسمحوا بإعادة الشرعية الدينية لمدينة النجف على حساب قم، ونظام ولاية الفقيه الذي يتبناه الخمينيون مبني على سيطرتهم على الحوزات العلمية الشيعية، وعلى أن تكون داخل إيران كي يسهل السيطرة عليها؛ لذا يشجعون على إبقاء النجف غير مستقرة دائما. 

إذا رسالة الشعب العربي الحر التي لا تحتاج إلى تحر أو تمحيص هي رفض النموذج الإيراني وتعميمه على العراق، وأن هذا الشعب المتمكن المتعلم يرفض نظام الأيديولوجية الخمينية و أن يختطفهم الخمينيون باسم الابتزاز الديني والذي يمثل تهديدا لاستمرار هذا النظام داخل إيران ذاتها

أعتقد ما قدمه الشعب العراقي هو يوم من أيام العرب الخالدة؛ لتنقية نفسه من الشوائب، ومن دنس المشروع الفارسي، في ظل نظام النظام الفارسي الذي لم يحترم الأعراف الدبلوماسية بين الدول، بل أنه يكفر العراق وشعبه ويتعامل معهم بأنهم (رعاع) و(أقنان)، وهو ما يجعل العراقيين الأحرار يرفضون ذلك، فهم يَرَوْن أن النظام الخميني ليس مثالا جيدًا للحياة الكريمة والسعيدة للشعب الإيراني والذي يعاني الويلات ما يجعله ينفر ويفر إلى خارجها، فما بالكم بالشعب العراقي، وهو ما يجعلهم ينتفضون رغم تأخرهم بجميع طوائفهم ومذاهبهم حتى لا تدنس أرضهم وأعراضهم وتسرق أرزاقهم وثرواتهم عبر أحزاب حكومات عميلة وخائنة تذهب بالعراق نحو الخضوع والاحتلال الكامل. 

 حاول الإعلام الإيراني والإخواني كثيرًا عبر (بروباغندا) تخوين المتظاهرين واتهامهم بالتخريب ونسب تحركاتهم لجهات خارجية ومحاولة خلط الأوراق في العراق في وقت لا تزال فيه المليشيات الموالية لإيران في العراق تمارس شتى صنوف الإرهاب والعنف بحق المتظاهرين العزل فيما المجتمع الدولي يتابع كل ذلك بصمت مطبق. 

أعتقد أن استمرار الثورة يجعل النظام الإيراني وأدواته بلا غطاء أخلاقي وشرعي الذي لطالما صدّع رؤوسنا بشعارات نصرة المظلومين والمستضعفين؛ وإذ بالشعب يكتشف أخيرا أنه نصير الطغاة المجرمين الفاسدين، وها هو يسارع لنجدتهم في العراق ويقمع المستضعفين الثائرين ضد الظلم والجوع والفساد فسقوطهم هي نقطة ضعف واضحة وجلية لهذا النظام الإرهابي.

 إذا رسالة الشعب العربي الحر التي لا تحتاج إلى تحر أو تمحيص هي رفض النموذج الإيراني وتعميمه على العراق، وأن هذا الشعب المتمكن المتعلم يرفض نظام الأيديولوجية الخمينية وأن يختطفهم الخمينيون باسم الابتزاز الديني والذي يمثل تهديدا لاستمرار هذا النظام داخل إيران ذاتها، وأن العراق أمام فرصة تاريخية لتعديل نظامه السياسي ليعيد مراحل النمو الاستقرار، وأنه يجب أن يستمر لكي يُحدث تغييرات مهمة في بناء الدولة من أهمها قطع الطريق أمام المليشيات الخارجة عن سلطة الدولة والموالية لدول وتنظيمات أجنبية، وأن العراق للعراقيين فقط.