أمين الوائلي يكتب:

غادر "الهلال"، انتهى "الاحتلال"، الإماراتي!

غادر هلال الإمارات عدن والإقليم الجنوبي. هل هكذا تكون انتصرت الشرعية؟ 

غادرت الوكالة الإنسانية والإغاثية المهمة التي غطت على مدى أعوام فراغا كبيرا خلفته المؤسسات الخدمية والتنفيذية والإنسانية الحكومية وشبه الحكومية في عدن وأخواتها.

مئات الآلاف، حتى لا أقول الملايين، من المستفيدين من خدمات وتدخلات وبرامج هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، هم أكثر من سيفتقد طواقم الهلال وبرامجها الإنسانية والإغاثية. 

لأن هؤلاء هم أكبر من سيفقد فوائد ومنافع برامج الوكالة الإنسانية والإغاثية الأولى التي عملت مع الناس واستهدفت بتدخلاتها الحثيثة والكفؤة التجمعات السكانية الكبيرة والبعيدة والفقيرة والأشد عوزا وحرمانا من الخدمات واحتياجا إليها في أهم القطاعات وعلى مستوى تغطية الأولويات الملحة الأهم فالمهم.

غطى المركز الرئيس لعمليات الهلال في عدن المحافظات الجنوبية، ووصلت إلى مناطق نائية وبعيدة في تعز وعاصمتها. صهاريج نقل المياه العذبة ومشاريع المياه وصلت إلى قرى وتجمعات سكانية شاهقة في أعالي الجبال في جحاف والأزارق بالضالع بينما كانت حكومات الشرعية تسد الآذان والأعين عن الاستغاثات والمعاناة المزمنة والمتفاقمة.

كذلك هو الحال مع الإغاثات العاجلة والقيمة لمكافحة المجاعة والأوبئة والأمراض في بلدات ومحليات مترامية ومساحات شاسعة طولا وعرضا وخلال ظروف قاسية وانعدام كافة وأبسط أشكال التدخلات الحكومية والاستجابة في أدنى مستوياتها حتى.

علاوة على إعادة بناء وتأهيل المدارس والرياض والمرافق الخدمية والمستشفيات والمراكز الصحية في عدن والمدن والمديريات والمحليات الجنوبية المترامية، لم تتوقف أبدا طواقم الهلال عن تقديم الإغاثات الغذائية والعلاجية والخيام لمئات الآلاف من المواطنين والمحتاجين. 

غطت برامج الهلال تأهيل وتشغيل المستشفيات الرئيسية والفرعية والمراكز الصحية في عواصم المحافظات والمدن الثانوية والقصية وتزويدها وتجهيزها بالمستلزمات والأجهزة الطبية المكلفة بحيث تكون قادرة على استئناف ومواصلة العمل، وتكفلت بميزانيات تشغيلية وإمدادات علاجية ودوائية.

شملت هذه البرامج مشاف ومصحات إسعافية وميدانية تعاملت مباشرة مع السكان ومع النازحين ومع الجرحى ومصابي الجبهات من قوات الجيش والمقاومات المحلية والشعبية التي بقيت بدون أي تغطية أو تموين حكومي ورسمي (مستشفى النصر (الحكومي) في الضالع مثال بارز، ومعه أقيمت مشاف ميدانية).
 
هذه فقط أمثلة وإشارات عابرة وليس القصد استقصاء أعمال وبرامج الهلال بما فيها الساحل الغربي والجنوب وتعز، فهذا ما لا يكن الإلمام به في عجالة أو مقال. وإنما فقط الإشارة إلى عمله (الهلال) في عدن وأخواتها، وخلال واحدة من أطول وأسوأ فترات الحرب والحرمان والمعاناة، والتعويض إلى حد كبير عن غياب الدولة والمؤسسات الحكومية وتقصيرها وانصرافها عن واجباتها ومسئولياتها.

غادر الهلال وأياديه البيضاء. تاركا أثرا طيبا لا تمحوه وساخات وقذارات المزايديات والكيد السياسي الموغر والمغرض. 

ولسوف يحفظ اليمنيون والتاريخ صنائع المعروف والأخوة والإنسانية. فالبِر لا يبلى.

ولسوف يفتقده ويفتقدها (الهلال وأياديه) عدد كبير وكثير من المرضى والمعوزين والأطفال والتلاميذ وسكان القرى والنازحين والذين ليس لهم أو لديهم دخول ومصادر إعاشة وإعالة وليس لديهم حكومة ولا مسئولين محترمين بينما يكتفي هؤلاء بالبطالة والنهب والنزوح الفندقي الفاره والمتاجرة الرخيصة والوضيعة بالناس وبالبلاد.

رفعت طواقم الهلال أعمالها وخدماتها..
انتهى -إذا- "الاحتلال" الإماراتي..

هنئوا: اللصوص والفاسدين.. وزراء وحكام الفنادق.. الشرعية وإخوانها.. ذباب الحملات والهاشتاجات الممولة.. قطر والجزيرة، بالانتصار.