نجيب غلاب يكتب:

اليمن.. أزمات مركبة أنتجها الانقلاب الحوثي

السياسة التي توظف العصبيات تنتج الفوضى والإرهاب، ‏وأعمالاً مناقضة للعدالة وحاجات الناس ومتطلباتهم، ‏وتخدم الفساد والاستحواذ.

إن تمدين السياسة بالأنسنة والحقوق حل، ‏ونحتاج توازنات القوة من أجل المواطنة، ‏وجعل القانون عدالة لخدمة التقدم وبناء قدرات الأفراد ‏وجعل السياسة في خدمة التنمية والحرية.

ف‏العصبية التقليدية عندما تتحكم بالسياسي، لن ينتج خيرا عاما، وتفتح أبواباً للنزاع وتولد عنصرية تنهك الدولة وتجعل ‏إرادة السياسي خارج سياق الحقوق والعدالة.

‏والحزبية عصبيتها مدنية ملتزمة بالحق، إلا الاسلاموي يكون عنصرياً باسم الله وينتج عصبية خطرة وفاشية مترسنة بالحقد والكراهية وهيمنة شمولية ودجالين لصوص.

و‏تتراكم أزمات السياسة مع سطو الحوثية، ابتداءً من أزمة الهوية إلى المشروعية، والاندماج والتوزيع والتغلغل والمشاركة. ‏كما تتراكم معها أيضا أزمات التنمية والمجتمع.

‏فالحوثية منظومة افتراس تحكم بالقهر والإرهاب، عبر عصبية بوعي عصابة عرقية أدمنت الحرب والسطو والنهب و‏عمليًا تشكل خطرا قاتلا لليمن.

و‏أقوى حالة تاريخية للسطو والنهب والسعي لاستعباد شعب وقتله وإهانته باسم السيادة والكرامة ‏هي الحوثية.

‏‏إنها عنصرية ترى اليمن هوية تابعة لمقاولاتها، ‏وتريد كل يمني تابعا خانعا وطوع ما يسمونه (سيد علم)، ‏ومن لا يؤمن بذلك، ‏فهو للخيانة عنوان ‏وشيطان ولا دين له ولا دنيا وخالد مخلد في النار، وذلك يعد ‏قمة القبح.

لذلك فإن ‏خيار مواجهة الحوثية مركز إجماع القوى الوطنية وإجباري لإنقاذ بلادنا شعبا ودولة من مستعمر داخلي قبيح، ‏ووكيل لدولة ولي الفقيه، ‏ومخططاتها التخريبية، ‏وتجاوز كل ما من شأنه إعاقة معركة الإنقاذ والسعي بالتضحية من أجل توحيد الإرادة وتكتيل القوة ‏وتصحيح الأخطاء وعقلنة المصالح، وذلك ما ينشده ‏⁧‫اتفاق الرياض‬⁩.

وستجد ‏الحوثية نفسها في وجه عاصفة شعبية لن تتأخر طال الزمن أم قصر.. ومهما بلغ رضوخ الناس وصبرهم فإن التحولات وبأي اتجاه تحركت، فلن تتمكن من كبح بركان الغضب القادم.

إن الحوثية ‏كارثة مكتملة الأركان ضد كل شيء في بلادنا، ‏فساد بلا سقف ولصوصية دجالين ومشروع بلا ضمير ولا مبدأ وطني، و‏لم تعد غير عصابة نهابة وقتلة.

ولهذا قضيتنا الوطنية واضحة كالشمس، مهما حاول الانقلابيون تشويهها عبر دعايات محترفة أنتجتها مدرسة حزب الله الطائفية وتلاعبها بالعقول، وشرائها للولاءات، واستعمال شعارات متنوعة زائفة تعتمد على إثارة الغريزة واستغلال الجهل والتخلف، وتوظيف العصبيات الدنيا والجماعات المغلقة، وأهم من كل ذلك قوة القهر والقسر اللاقانونية.

وكل أطراف الحركة الوطنية ركزت بشتى تنوعاتها ضد التجريف الإجرامي لبلادنا من قبل مؤيدي الانقلاب بالسر والعلن، ولا يؤيد هذا الخراب المنظم غير أقليات مافوية وانتهازيات خبيثة وجماعات وقعت ضحية بين مخالب متوحشة وناعمة، وموظفين مجبرين على تأدية الدور ولديهم خوف على المعاش.

القضية الوطنية اليمنية واضحة كالشمس لا يمكنها أن تكون مشوشة أو غامضة ولا يمكن ردع ولا تخويف قواها الحيّة المعبرة عنها ولا يمكن خداع شعب اليمن اكثر مما قد خدع، ولم يعد اليمن قادرا على تحمل اوباش السياسة ومافيا الفساد وسيدافع عن وجوده ومستقبله بكل قوته.

القضية الوطنية نقية وصافية وطاهرة، ولا يمكن لمنظومات الفساد والافتراس والافتراء ولصوص الحياة أن يؤثروا بكل ادعاءاتهم وتزويرهم وزيفهم على أحرار اليمن وسيقاومون دعاة الموت وخاطفي الدولة ولصوص الأوطان.

قضيتنا الوطنية واضحة ولا تحتاج إلى توضيح ولكنها تحتاج إلى اندفاعة مغامرة وخوض غمار المخاطر وفق حسابات لا تمس قيمها ومبادئها ومرتكزاتها.