متى كانت الثقافة والتفكر إلحادا؟
نلاحظ هذه الأيام وخصوصاً بعد مقتل الشاب أمجد عبدالرحمن أن هناك بعض الشباب الصغار في السن يروجون في صفحاتهم منشورات خطيرة عن إنتشار الفكر الماسوني في عدن والإلحاد في الدين وهم بذلك ودون وعي يشجعون على المزيد من القتل لكثير من الشباب المثقف والواعي .. وهذا مايريده أعداء هذا الشعب الذين عملوا على تجهيله ونشر الفكر الظلامي والتستر بإسم الدين في إرتكاب الكثير من الجرائم التي ديننا الإسلامي الحنيف براء منها إلى يوم الدين ..
وهنا أريد أن ألفت نظر الشباب الغير واعي وأولياء أمورهم لهذه المسألة الخطيرة ..
وهي أن الدولة الإسلامية وحضارتها العظيمة التي إمتدت إلى أوروبا غرباً وغطت معظم دول آسيا شرقاً كانت زاخرة بالعلماء والفلاسفة والمفكرين أمثال إبن سيناء وابن رشد والكندي وابن خلدون والرازي وغيرهم كثيرين الذين إستفادوا من الفتوحات الإسلامية في الإطلاع على فلسفات الأمم السابقة منها الفلسفة اليونانية وفلاسفة الشرق وأباطيرها وإطلاعهم وقراءتهم وتعمقهم في الفلسفة والفكر الفلسفي لم يخرجهم من الإسلام ولم توجه لهم الدولة ولا خلفائها المتعاقبين بالكفر والإلحاد ..
وإن كان ذلك تاريخنا الإسلامي العظيم فمن أين أتيتم بهذه الفتاوى ومن أعطى الحق لهؤلاء القتلة بقتل الناس دون حق واعلموا أن الله في كتابه العزيز قد قال :
لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) البقرة .
فمن له الحق بعد الله بالقول والفعل وهو الذي جعل لنفسه حق العقاب لمن كفر به .
أم أن كل من سيرتكب جريمة القتل ثم يرمي ضحيته بتهمة عظيمة كهذه ويجد من يشجعه ليرتكب جرائم اخرى مماثلة بل ويشجع غيره ليقتل مع من إختلف معه في الفكر والرأي؟
مالكم كيف تحكمون ؟ ومتى كانت الثقافة والفكر إلحاداً أم أننا حكمنا على أنفسنا وأبنائنا من بعدنا بالتخلف والجهل ؟ إن كان كذلك فأبشروا بمجتمع الغاب الذي لاتحكمه قوانين ولاشرائع إنسانية أوإلهية فالله سبحانه وتعالى ما أنزل الباطل إنما دينه دين الحق وهو أحق أن يتبع .. راقبوا مايقرأ أولادكم وماينشرون ..
سعاد علوي
17/5/2017