د.علي الخلاقي يكتب:
بين الشاعرين الكهالي وبن عبدالنبي سالم
ابن عبدالنبي سالم، شاعر مشهور في المناطق الوسطى من أبين ومكيراس والبيضاء, وله أشعار طريفة مع الشاعر محمد سالم علي الكهالي, وقد تقابل الشاعران في شهر مارس 1989م في قرية (عوّين) الشمالية بين مكيراس والبيضاء, حينما استضافهما العقيد سعيد أحمد البنيري, الذي كان قائداً بالجيش الجنوبي, بمناسبة زواج ولده, فبدأ الشاعر بن عبدالنبي سالم يخاطب الكهالي قائلاً:
قال ابن عبدالنبي سالم
في امصومعه كُنت عزَّاني
واليوم لا سامح امزيدي
ذي جا وَنَا أعوج وقاداني
وابن الكهالي يفهِّمني
لِنَّه ممارس وفهماني
قل هو كمانا طرح جنبه
أو شي برأسه خبر ثاني
لو قال لا الشيوعيه جاته
تشيكسلفاكي وألماني
والرَّوس داخل عدن حلَّت
سيتوا لها قصر روشاني
وعلى الفور ارتجل الشاعر محمد سالم الكهالي الرد التالي:
قل لبن عبدالنبي سالم
أرضي جَبَر طُول لَزماني
شُف لا حكمنا الإمام أحمد
ولا العميل البريطاني
أرضي عصيِّه على أعداها
حتى ولو حد تحدَّاني
بخَرِّجَه منَّها بُطْري
من دون سروال عرياني
والشيوعيه لجل مصلحتي
بضحك معاها بلسناني
لا لي بموضوعها حاجه
ولا لها شأن في شأني
مرغوم شُفني بغازلها
لانِّي بحاجَهْ لمن جاني
من بعد ما انتوا كرهتوني
يا اَهْلي وخُوتي وجيراني
وقد سبق للكهالي أن تقابل مع بن عبدالنبي سالم في أمسية شعرية في عام 1984م حينما كان بن عبدالنبي سالم مع وزير الدفاع حينها علي أحمد ناصر عنتر في زيارته للواء المرابط في مكيراس, وعند لقائهم بقائد اللواء حينها حسين صالح الجرادي استمعوا إلى أشعار بن عبدالنبي سالم,فتذكر قائد اللواء الجرادي أن لديه الكهالي وكان ضمن قوة اللواء, فطلبه لمناظرة الشاعر الضيف, وجاء الكهالي من موقعه وهو يرتجف من برد شتاء مكيراس القارس, فقال له قائد للواء فور وصوله:
- اشرب شاهي يا كهالي وحمّي رأسك وجَوّب على الشاعر بن عبدالنبي سالم.
أجاب الكهالي:
- إن بن عبدالنبي سالم شاعر كبير وأنا شويعر فقط, ويا ليت أنكم استدعيتوا الشاعر السيد قاسم محمد وهو أقوى مني, ولكنني سأجاوب ولي شرف المناظرة مع هذا الشاعر. فبدأ بن عبدالنبي سالم الأبيات التالية مخاطباً بها الكهالي:
قال ابن عبدالنبي سالم
مال الحَرَاوَهْ تقع قاسي
تطرَح سَلَبْهَا على امْسِلقه
حُقَيب ذاك امْتقنعاسي
يا ابن الكهالي افت لي ذلك
لو كنت شاعر ونبراسي
وان كان ما با توضح لي
لِمَيْش عاد امتهنجاسي
وان كان وضَّحت لي ذلك
فلك ترابيع واخماسي
منّي تحايا وبَشْهَد لك
من حيثما دقَّت أجراسي
وفي لحظات ارتجل الكهالي الرد التالي ولا زال يرتجف من شدة البرد, فقال:
قال الكهالي الشتاء قارس
هذا السنه في مُكَيْراسي
ريت ابن عبدالنبي سالم
معي مناوب بمتراسي
مع المسائيل يسألني
سؤال مُضحك وحسَّاسي
من حيث قد مَرّ في كأسه
با عَبِّر اللُّغز في كأسي
لو ما طرحته وناولته
ما كان رأسك ولا رأسي
ولا الجرادي ولا عنتر
ولا قُريشي وعباسي
من عهد حواء وابُونا آدم
ذي أسَّسُو لنا التّعرَّاسي
والأنس والجن نطقهم
والآن ناساً تلي ناسي