قاسم المسبحي يكتب:

هذا ما يحتاجه الجنوب الآن

من يريد أن يضع الجنوب بين خيارين القتال أو الإرهاب لا ثالث لهما ، بينما في الحقيقة هناك خيار ثالث واقعي وممكن رغم صعوبته وتعقيداته وهو خيار الحوار ضمن التصالح والتسامح  ، ولكنه يبقى هو الخيار الأهم دون شك والأفضل والأقل تكلفة للجنوب ، من حيث وقف الصراع ونزيف الدم واحتمال تقسيم الجنوب .
 
الحوار  ضمن إطار التصالح والتسامح  لابد له من تنازلات متبادلة ،  يستحقها هذا الوطن المنكوب ، والأهم إن هذا الحوار يقطع الطريق على كل الاطرف كانت داخلية اوخارجية الداعمة لطرفي الصراع ، وفقط لكونها طامحة لنهب ثروات الجنوب ، وليس لأنها تهتم بمصلحة الجنوب وشعبه.

في الحروب الأهلية ليس هناك كاسب وخاسر ، فالجميع خاسر  ، ففي " رواندا " وبعد حرب أهلية دموية طال أمدها ومات فيها حوالي مليونين كما قيل ، لم يكن أمامهم في النهاية إلا الجنوح للسلم والحوار ، والآن هي من أهم وأبرز الدول الأفريقية تطورا ونموا وديمقراطية . فليستفيد الجنوب  من هذه التجربة ويختصر الطريق ويوقف الصراع على المناصب والنفوذ  من أجل الشعب  وحجم الدمار ، فالكاسب خاسر  .

 فخطاب الكراهية زاد عن حده ، وهذا لا يصب في صالح الجنوب  ، وهذا هو العيب .والأمر المحزن هو عدم قدرة القيادات الجنوبية على الاتفاق لأجل الوطن والمواطن هذا الحال المحزن للاسف الشديد ،، وكل هذا بسبب الصراع على السلطة والمال بنفس قبلي جهوي عنصري .. رافضين اي اتفاق وحوار ،، تحت شعار التصالح والتسامح .

لو لم تكن هذه العنصرية والمناطقية العبثية والمدمرة ، وأعطي فرصة للحوار الجنوبي في إطار التصالح والتسامح "  كان الحوار حل مشاكل الأطراف الجنوبية المتصارعة حاليا ولو بالحد الأدنى مرحليا ، وخاصة أن الشعب الجنوبي استعاد السلطة على الارض و اكتمل عنده روح الفداء  وعاش الجميع طعم النصر ..

اول وآخر ما يحتاجه الجنوب المحاصر بالحرب والفساد  وسطوة الميليشيات والعنصرية والصراع هو مواجهة كل هذا  عبر الحوار في إطار التصالح والتسامح...