قاسم المسبحي يكتب لـ(اليوم الثامن):

هل من صحوة إعلامية في الجنوب

شعب يحركه مذيعون ومقدمو برامج وصحفيين. كل رأس مالهم تهريج وتهييج ودغدغة للعواطف بغض النظر عن الحقائق والأحداث.

عندما يحتل أمثال هؤلاء الإعلاميين مكانة مرموقة في عالم الإعلام ويحرص آلاف الجنوبيين متابعة كلامهم وبرامجهم فاعلم أن الطريق مازالت طويلة و ملتوية!

هل الإعلاميين الجنوبيين شرحوا للشعب الجنوبي في حدود الامكانيات المتاحه نظري ومرئي بكل موضوعية وبطريقة سلمية ،، شرحوا إخطار العنصرية واخطار الحرب الأهلية ؟
وهل وضحوا اسباب الفشل السياسي الجنوبي ؟ وهل جعلوا من أقلامهم صف واحد وثوابت وطنية وهدف واحد والتمسك به ،، لكي يتقي الشعب الجنوبي شر السياسين وتغولهم الا معقول ..

اكثر الإعلاميين الجنوبيين للاسف الشديد .. وقف في منتصف الطريق متذبذبين حايرين ،، ناهيك عن الذين وقف ضد .. ومع...الاحداث الاخيره في العاصمة عدن و لم يبين الإعلام الجنوبي الصورة المشوشه والحقائق وحجم المأساة التي حدثت في العاصمة عدن وما لحقها من قتال وانقسام في محافظة ابين ومحافظة شبوة ..

للاسف سلم الإعلاميين الجنوبيين مصيرهم بيد قوى الصراع،،، اصبحت هذه القوى تبتزهم وتتلاعب بأقلامهم .. وكل من القوى تبحث عن عذر لتبرير مواقفها ،،، ومصير البلاد .. والواقع أن الإعلاميين ارتهنوا لهذا الصراع ..

ان من يضع البنزين علي النار هم الإعلاميين ولكن يضعها لتحقيق اهداف يعتقد انها ستتحقق .. ومن لا يصدق ينظر صفحتهم ومقالاتهم،،.
هل من صحوة إعلامية في الجنوب ..من أحل البلاد ،،لان ما نراه ونلمسه لا يسر ،،، نتألم من ما وصل إليه اعلامنا والعين تبكي .. انتم تسلمون بلادكم لصراعات ،،، فهل أنتم واعون !!!!

اذا راجع الإعلاميين الجنوبيين شروط الإعلام والثوابت الوطنية و العدالة القانونية والدستورية ،، فسيرجع للإعلامي الجنوبي هيبته .،،، والاهم هو وجود القدرة الإعلامية على استخلاص الحقائق وفهم التوازنات القديمه والحديثة ، بجميع انواعها القبلية ، والجهويه ، والمناطقيه ، والتاريخيه .. ومتناقضاتها وربطها بالواقع ، بعيد عن سيل العواطف والوهم والمصالح .. ومعرفة مستجدات المطالب واسبابها ..ووضع الحلول التي تصب لصالح المواطن والوطن وتقديمها بطريقة سليمة بدون جهوية وعنصرية .وكل بوق إعلامي يسعي لترسيخ الظلم واعادة الهيمنة وتلميع أشخاص والدفاع عنهم على حساب الوطن ، وسرقة الحقوق مصيره الفشل ..

قاسم المسبحي