عبدالله جاحب يكتب:

ما وجه الشبه بين الإخوان بشبوة والحوثيين بصنعاء؟

ليس طبيعياً ما يحدث ويحصل ويقع في محافظة شبوة منذ سقوطها في الأحداث التي دارت رحاها في أغسطس من العام الماضي، فلم يعد يخفى على أحد ما يدور بين أزقة ودهاليز وكواليس أرض النفط والغاز والأرض الخصبة الغنية بالثروات منبع صراع ونزاع هوامير المصالح.

حيث أصبح يطفو إلى السطح مخططًا ومنظومةً تغرد خارج ما كان متفق عليه بين كواليس الحكومة الشرعية اليمنية وحلفائها من إخوان اليمن في مركز التحكم والسيطرة الإخوانية (مأرب)، وتلوح في الأفق ملامح ومعالم أخونة المحافظة والتغريد والانفراد بالحكم والقرار وإحكام القبضة الإخوانية على المحافظة (شبوة).

ما يحدث في شبوة لا يخدم الحكومة الشرعية اليمنية وتحديداً فصيل الرئيس هادي من أبناء جلدته (الجنوبيون)، فقد أدرك وفهم هادي وما تبقى له من رجاله في الحكومة الشرعية أنهم وقعوا في فخ "السيادة" وأسطوانة عودة الدولة ومؤسساتها ومرافقها الحكومية وبالذات في شبوة.

ما يحدث ويحصل ويقع اليوم في شبوة من ممارسات وأعمال وأفعال هو عمل مليشيات وعصابات ولن يكون يوماً عمل دولة وجيش ومؤسسة ومرفق حكومي.

شبوة اليوم تخضع إلى إعادة سيناريو إخوان حقبة مرسي في مصر، من خلال أخونة مؤسسات ومرافق الدولة، والعمل على تمكين كل أعضاء ومناصري الإخوان المسلمين من مكامن وقبضة القرار والسيطرة في المحافظة من شرقها إلى غربها من شمالها إلى جنوبها.

محافظة شبوة تغرد اليوم خارج سرب حكومة هادي وتسير على صفيح ساخن نحو الأخونة بجلباب ومظلة وسقف الحكومة الشرعية اليمنية.

غردت شبوة بعيدًا عن هادي وما تبقى له من رجاله وأصبحت تسير بخطوات متسارعة نحو الأخونة من مركز القرار والتحكم والسيطرة الإخوانية في محافظة مأرب.

 

شبوة وإعادة سيناريو مرسي بمصر

منذ الوهلة الأولى على اجتياح المحافظة الجنوبية شبوة من قبل قوات مركز التحكم والسيطرة العاصمة الإخوانية (مأرب)، ذهب الإخوان إلى إرساء قواعد وأسس الطريقة (المرسية) في أخونة المحافظة، واتباع طريقة الأخونة التي سار عليها الرئيس محمد مرسي عند توليه مقاليد الحكم في جمهورية مصر العربية بعد الإطاحة بالرئيس حسني مبارك بعد ثورة يناير.

يعيد الإخوان المسلمون في شبوة سيناريو مرسي في تطبيع وتطبيق الأخونة في المحافظة، ويتخذون من تجربة مرسي لمصر طريقة وأسلوبًا لإدارة المحافظة الجنوبية شبوة وتحويلها إلى إمارة إخوانية وفق الطريقة والشريعة والتجربة المرسية.

فكانت شبوة حقلًا لتجربة مرسي وتكرر سيناريو حضورها وتواجدها، ولم تختلف غير الأسماء والأدوات في تطبيق السيناريو المصري الإخواني إبان حكم مرسي على الأراضي الشبوانية.

 

الشبه بين الإخوان المسلمين بشبوة والحوثيين بصنعاء

لا يختلف الإخوان المسلمون كثيراً عن الحوثيين الانقلابيين في صنعاء، وإن أظهروا عكس ذلك في شعاراتهم وأقوالهم، ولكن أفعالهم تفضحهم وتصرفاتهم تعريهم بين الحين والآخر أمام العامة.

في شبوة عملية الأخونة تنشط على قدم وساق في المرافق والمؤسسات الحكومية وترمي بأوزارها بخطوات متسارعة تسابق الأحداث والمتغيرات والمجريات على الأرض.. هي منظومة وسيناريو معد ومخطط له قبل أن تضع أقدامهم أراضي شبوة، ويجري الآن تطبيقه وتنفيذه بكل الطرق والأساليب وفي أسرع وقت ممكن، فاليوم يرمي الإخوان بظلالهم في أهم المرافق والمؤسسات الحكومية وهو مرفق الصحة والسكان في المحافظة، حيث كانت بداية الأخونة من الإطاحة بالدكتور (البعسي)، الذي يخالف توجهات وشرعية وانتماءات الإخوان وإزالة واستبداله بالمتحزب الإخواني عيدروس بارحمة.

ومن تغيير مدير مكتب الصحة في المحافظة تبدأ الحكاية وتفاصيل الرؤية من البداية إلى الوصول إلى أخونة مكتب الصحة في شبوة.

وعلى منوال المشرف الحوثي ذهبت سلطات القرار والتحكم الإخواني إلى إرساء ذلك النموذج وتحديداً في مديرية رضوم من خلال تشكيل وتكليف لجنة إخوانية بعيدة كل البعد من أبجديات وحيثيات الصحة ووضعوها إشرافية على مدير مكتب الصحة في المديرية، فقد ذهب الإخوان إلى تشكيل هذه اللجنة لتكون الآمرة والناهية ولا يمر شيء إلا عبرها، مثل ما يحصل في صنعاء بالضبط، مدير مؤتمري وفوقه لجنة إشرافية حوثية من صبية وأطفال، وفي شبوة مدير الصحة مؤتمري في المديرية وفوقه لجنة إخوانية أحدهم مدرس والآخر يمتهن مهنة لا تمت بصلة بالصحة وما يدور بين دهاليز وأروقة مرافقها الصحية.

وبذلك تكون الصحة أول نماذج الأخونة على الطريقة والشريعة ومنوال المشرف الحوثي في العاصمة صنعاء وسوف يلحق في ركابه مرافق حكومية ومؤسسات عديدة يعد ويرتب لأخونتها في القريب العاجل.

 

قمع وتكتيم الأفواه

عمل الإخوان المسلمون التابعون للشرعية منذ السيطرة على شبوة على تشكيل جهاز استخباراتي إخواني منتشر بين الحواري والقرى والمدن الشبوانية.

ذلك الجهاز يتكون من خليات إخوانية مهمتها الرئيسية تتبع وملاحقة النشطاء السياسيين والإعلاميين في المحافظة، وإيصال تحركاتهم وإعاقة الأنشطة قبل حدوثها التي تخالف وتسير عكس سياستهم الإخوانية، ويقوم ذلك الجهاز بإيصال المعلومات لمركز القرار والتحكم والسيطرة الإخوانية في محافظة مأرب العاصمة الإخوانية.

مهمة الجهاز القمع والترهيب وتكتيم الأفواه بكل الطرق والأساليب والوسائل غير القانونية من خلال التعذيب في كنتيرة حتى الموت، والشواهد والدلائل كثيرة وعديدة ابتداء من الشهيد تاجرة ومروراً بالشهيد باضلع وأخيراً وليس آخر الشهيد حبتور.. جهاز استخباراتي وخلايا إخوانية تنتشر في شبوة مهمته الأولى والأخيرة القمع والقتل والترهيب وتكتيم الأفواه.