سهى الجندي تكتب:

حفل "جلوبال جول" فعالية القرن في دبي

الموعد هو 26 سبتمبر القادم، والمكان هو دبي، بمعية 10 مدن عالمية والهدف هو وضع حد لمشكلات الفقر المدقع في العالم بحلول عام 2030 والشعار هو "الحلم القابل للتحقيق". ومدة الحفل 10 ساعات متواصلة في بث متزامن على الهواء مباشرة في 11 مدينة عالمية، يستهدف 100 مليون شخصية عالمية لحشد جهودهم لمكافحة الفقر.

لماذا هي فعالية القرن؟ لأنها المرة الأولى التي يجتمع العالم فيها بهذا الزخم بشكل متزامن في شتى المدن حول العالم لفعل الخير وليس لإعلان حرب، ولأنها المرة الأولى التي يجري فيها تنفيذ فعلي على الملأ في جميع أنحاء العالم وليس اتخاذ قرارات حبرا على ورق، وقد تمكنت منظمة "جلوبال سيتيزن" منذ عام 2011 من تنفيذ مشاريع إنسانية للقضاء على الفقر بقيمة 48 مليار دولار ساعدت 88 مليون إنسان حول العالم.

هذا المبلغ لا يعتبر شيئا بالنسبة لثروة كبار أغنياء العالم فهو أقل من ثروة واحد منهم، ولكنه جهد عظيم في سبيل الخير، على الرغم من أنه واجب للتكفير عن ذنوب النظام الرأسمالي والعولمة التي كدست الثروة في أيدي البعض وحرمت الملايين من لقمة العيش وماء الشرب، والمفروض أن هذه الفعالية تظل مستمرة على مدار العام لكي تبقى فعالة ومحط اهتمام الدول طوال الوقت.

ونحن كعرب، نفخر أن تكون دبي أحد مراكز خدمة الانسانية فهي الى جانب كونها مدينة عالمية وعاصمة البنوك في المنطقة، تستحق هذا الشرف وهو امتداد لجهود الدولة ككل في الخدمات الإنسانية وأعمال الإغاثة في شرق الأرض وغربها، وهذا ليس من باب الترويج الدعائي بل من خلال الأرقام والإحصائيات الصادرة عن المنظمات الدولية، التي قدرت تبرعات الامارات بمئات المليارات للدول المعسرة على مدى السنين، وهي جديرة بأن تكون مضيفا لهذا الحفل.

إن التحديث والتطوير لا يقتصر على حل المشكلات الراهنة، ولكنه يتعداه الى الاستدامة للمستقبل، وهذا ما فعلته دبي التي لم تترك مجالا إلا وقامت بتطويره لكي تظل أيقونة الشرق الأوسط المفضلة لدى العالم لإقامة الفعاليات الضخمة التي تستقطب العالم وهذا كله يصب في مسيرة التنمية ورفع مستوى طموحات الأجيال لتطوير القدرات والحفاظ على المكانة المرموقة لبلدانهم.

وبذلك، تستضيف دبي هذا العام فعاليتين عالميتين تجلبان العالم اليها وهما إكسبو 2020 "جلوبال جول لايف".