محمد مرشد عقابي يكتب:
نظرة الفصائل الفلسطينية لصفقة القرن
أعلنت أميركا قبل عدة أيام عن اقتراب موعد الكشف عن التفاصيل النهائية لـ"صفقة القرن" وفي هذا السياق دعا "خالد البطش" عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي إلى حراك جماهيري شعبي في الضفة الغربية ومدينة القدس وغزة والأراضي المحتلة عام 48 لمواجهة "صفقة القرن" ومنع الإدارة الأميركية من تمريرها، وقال " البطش " في احاديث لوسائل الإعلام إن الولايات المتحدة الأميركية بقيادة ترامب اختارت المواجهة المباشرة مع الشعب الفلسطيني وقررت تصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية مستغلة حالة الضعف والتفكك في المواقف العربية على حد تعبيره، مشيراً إلى أن بعض المواقف العربية تؤيد تمرير "صفقة القرن" التي تضر بالقضية الفلسطينية على حد وصفه.
وأكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي إن الشعب الفلسطيني لن يسمح لأحد أن ينتزع القدس منه، مشدداً في ذات السياق على ضرورة قيام الفلسطينيين بواجب الدفاع عن أنفسهم لأنهم إن لم يفعلوا ذلك فلن يقوم أحد بهذه المهمة نيابة عنهم ولن تقوم لهم قائمة بعد اليوم ان لم يتحرروا من حالة صمتهم المريب.
وعلى صعيد متصل اكد الشيخ "نافذ عزام" عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي على أن "صفقة القرن" لن تمر ولن يوافق عليها شعب فلسطين، لأفتاً على أن القدس والأقصى سيعودان إلى أصحابهما الحقيقيين طال الزمن أو قصر.
وقال الشيخ عزام في تصريحات صحفية له : لا يمكن لأمريكا أن تسيطر على هذه الأرض المباركة، فهناك أحرار في هذه الأمة مازالوا يقاومون ويقولون لأمريكا وإسرائيل لا، المسجد الأقصى لن يكون هيكلاً والقدس لن تصير أورشليم.
واوضح عزام بأن صفقة القرن التي يتحدث عنها الرئيس الأميركي "ترامب" ليست إلا تصفية للقضية الفلسطينية ومحاولة لفرض الإستسلام على الأمة كلها على حد قوله.
الى ذلك اعرب "فوزي برهوم" المتحدث باسم حركة حماس أن ما يجري من ترتيبات أميركية وإسرائيلية بشأن القضية الفلسطينية لتنفيذ صفقة القرن هو استهداف للوجود الفلسطيني وهوية القدس وعلاقة الأمة بفلسطين والمسجد الأقصى.
وقال برهوم : ما تنوي الإدارة الأميركية طرحه من خلال صفقة القرن يؤسس لسرقة ونهب باقي حقوق الشعب الفلسطيني وتهويد مقدساته ومصادرة أرضه، مؤكداً بأن اميركا تتصرف بعقل القراصنة إذ تشرع النهب والاستيلاء والسرقة لأرض فلسطين ومقدساتها وتمارس إرهاباً كونياً على شعوب العالم على حده تعبيره.
وشدد برهوم على أن واشنطن تخدع العالم حين تزعم أنها تسعى لحل لقضية فلسطين، وما تقوم به وتروج له يتناغم مع القراصنة التاريخيين في الكيان المحتل.
من جانبه أكد "نبيل أبو ردينة" المتحدث باسم السلطة الوطنية الفلسطينية على رفض السلطة الفلسطينية القاطع للقرارات الأميركية التي جرى إعلانها حول القدس واعتبارها عاصمة لاسرائيل، إلى جانب جملة القرارات الأميركية المخالفة للقانون الدولي.
وقال ابو ردينة إن موقف السلطة الفلسطينية لن يتغير وندعوا تل أبيب لانهاء احتلالها لأرض دولة فلسطين على حدود 1967م، مضيفاً بانه إذا ما تم الإعلان عن هذه الصفقة بهذه الصيغ المرفوضة فستعلن القيادة الفلسطينية عن سلسلة اجراءات نحافظ فيها على حقوقنا الشرعية، وسنطالب اسرائيل بتحمل مسؤولياتها كاملة كسلطة احتلال، محذراً اسرائيل والإدارة الأميركية من ما اسماه تجاوز الخطوط الحمراء.
هذا وكانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قد دعت السبت الفارط كل الأطراف الفلسطينية إلى عقد اجتماع موسع لبحث سبل مواجهة خطة السلام الأميركية المعروفة باسم "صفقة القرن".
وقالت "الجبهة الشعبية" في بيان صادر عنها إنه يجب استثمار وحدة المواقف الرافضة لهذه الصفقة بالدعوة العاجلة لعقد اجتماع الإطار القيادي الذي تم الإتفاق عليه وطنياً من أجل مناقشة سبل مواجهة هذه الصفقة والعدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني.
وأضافت الجبهة الشعبية في بيانها أن الشعب الفلسطيني ليس بحاجة لإنتظار إطلاق الإدارة الأميركية لصفقة القرن، فكل ما يأتينا من اميركا هو الخراب والدمار والمواقف المعادية لشعبنا والعمل المستمر سعياً لتصفية قضيتنا الوطنية العادلة، معتبرة صفقة القرن بحلقة جديدة من حلقات التآمر على شعب فلسطين وقضيته الجوهرية بحسب توصيفها في هذا البيان.
من جهته اكد "مصطفى البرغوثي" أمين عام حركة المبادرة الوطنية على أن صفقة القرن تعتبر مشروعاً إسرائيلياً عنصرياً صاغه "نتنياهو" وغلف بغطاء أميركي على حد قوله.
ولفت "البرغوثي" إلى أن هذه الصفقة ليست سوى خطة لتصفية الحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة بما في ذلك حق الفلسطينيين في عاصمتهم القدس وحق اللاجئين في العودة وتكريس ضم وتهويد القدس غير الشرعي و لنسف إمكانية قيام دولة فلسطينية ولتشريع الإستيطان الإستعماري المخالف للقانون الدولي والضم الإسرائيلي لمعظم اراضي الضفة الغربية المحتلة.
واردف "البرغوثي" قائلاً : بنود الصفقة ليست سوى تكريس لنظام الأبرتهايد الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ولتدمير أي فرص للسلام في المنطقة.
اما "أسامة القواسمي" المتحدث باسم حركة "فتح" فقد اكد في بيان نشره يوم السبت الماضي عبر المواقع الإخبارية بإن إعلان البيت الأبيض موعد نشر خطته أتى بعد موافقة نتنياهو على ذلك لرؤيته أنها تخدمه في انتخابات مارس المقبل.
وأضاف "القواسمي" قائلاً : نظرة البيت الأبيض لحل الصراع في أتون العلاقات الشخصية الإنتخابية يدل على جهل مطلق بطبيعة الصراع والآثار التدميرية لما يقومون به، وأنهم لن يجدوا زعيماً عربياً واحداً يشتري بضائعهم الفاسدة.
وتابع المتحدث باسم حركة فتح : أميركا وإسرائيل لا تملكان فلسطين لتحددا مصير شعبها، نحن واثقون من أن الحق والإرادة والصمود والثبات سينتصرون على الظلم والطغيان.
وفي سياق متصل قال "منير الجاغوب" رئيس المكتب الإعلامي لمفوضية التعبئة والتنظيم لحركة "فتح" إن صفقة القرن هي مرحلة إستعمارية جديدة تسعى أميركا وإسرائيل إلى فرضها وهي ليست أكثر من صيغة للتحايل على الحقائق ومحاولة لمكافأة الجلاد على جرائمه بينما تطلب من الضحية أن ترضى ببقائها خاضعة لإرادة الجلاد.
اما "صائب عريقات" أمين اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية فقد قال إن أي صفقة من شأنها أن تغطي حقيقة إحتلال فلسطين سوف يشار إليها باسم خداع القرن في التاريخ.
وفي سياق منفصل قالت صحفية "اندبندنت العربية" إنها علمت من مصادر رسمية بان الأردن بات على إطلاع كامل بتفاصيل "صفقة القرن" التي يتحضر الرئيس الأمريكي "دونالد ترمب" لإعلانها في القريب العاجل، وأن المملكة الهاشمية أبدت مرونة حيال الصفقة خلافاً لمواقفها السابقة وتتحضر لإتخاذ سلسلة من القرارات الداخلية الجريئة خلال الفترة القادمة.
الحكومة الأردنية من جانبها نفت صحة ما هذه الأخبار حيث اكد وزير الخارجية الأردني "أيمن الصفدي" في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية بأن ما أشيع حول علم الأردن بتفاصيل "صفقة القرن" عار عن الصحة، وأن الملف برمته لم يطرح على الأردن ولا مرة واحدة.
وقال "الصفدي" : كل ما نشر عبارة عن تكهنات لا أساس لها من الصحة وهذا الموضوع لم يطرح ولم يناقش على مستوى أي من المسؤولين في الدولة.