محمد مرشد عقابي يكتب:
الأويغور المسلمين بين مطرقة التعذيب وسندان الكورونا
تعيش أقلية الأويغور المسلمة هذه الإيام بتخوف بالغ من استغلال السلطات الصينية لتفشي فيروس كورونا المستجد للتغطية على القتلى جراء التعذيب وظروف الإعتقال في السجون الجماعية التي تحتجز فيها بكين أكثر من مليون شخص ينتمي لهذه الجماعة المسلمة.
ونقلت صحيفة "مترو" البريطانية في تقرير لها مخاوف أقارب مسجونين في معسكرات الإعتقال يخشون قول الحكومة الصينية أن الفيروس كان وراء مقتل أقاربهم، ويشير نشطاء إلى أن المحتجزين يتعرضون بشكل منهجي للإغتصاب الجماعي والتعذيب الجسدي والعقلي والتخدير التجريبي.
ومع توسع دائرة الفيروس القاتل وتأكيد السلطات إنتشاره أيضاً في منطقة "شينجيانغ" تشعر عائلات السجناء بقلق عميق إزاء ظروف الإكتظاظ وسوء النظافة في المخيمات مما قد يؤدي إلى تفشي الوباء وزيادة إنتشاره.
ويقول سنتاش بهرام إنه لا يعرف ما إذا كان والده الصحفي "قربان ماموت" حياً أو ميتاً بعد أن سجن في أحد المخيمات عام 2018م، ولم يتحدث الناشط الأويغوري الذي يعيش في واشنطن العاصمة مع عائلته لمدة عامين بعد أن قطعت الحكومة الصينية جميع وسائل الإتصال والتواصل.
وفي الوقت الذي كان يخشى تعرض والده للضرب من قبل الحراس تزايدت مخاوفه مع انتشار الفيروس الذي أودى بحياة 490 شخصاً حتى الآن وأصاب أكثر من 24 ألف شخص.
وقال : يشعر جميع الأيغور الذين لديهم أفراد من عائلاتهم في المخيمات بالقلق، وبالنسبة لي يبدو أن هذا الفيروس الجديد يبرر للسلطات قتل بعض المحتجزين في المخيم حتى يتمكنوا من القول لم نكن نحن السبب بل الفيروس هو الذي يقتل الناس، وأخشى أن يحدث هذا، وأخشى أنهم يستخدمونه لتبرير جرائمهم هناك.
ويقول بهرام أن الناس هناك يمكن أن يموتوا بسهولة من المرض الجديد السريع الإنتشار، ويشكك لماذا وضعت الصين 50 مليون شخص في الحجر الصحي في جميع أنحاء البلاد لكنها "لم تغلق المخيمات".
أما "كانبينوير" وهي متعلمة وأم لطفلين في المعتقل فتقول : آمل ألا تقوم الحكومة الصينية بذلك عمداً، أنا قلقة من أنهم سيقتلون الناس في المخيمات وبعد ذلك سوف يستخدمون فقط العذر بأنهم ماتوا بسبب الفيروس، وأنكرت بكين سياسة المعسكرات في البداية لكنها عادت وبررتها بأنها مجرد مخيمات للتدريب المهني ولإبعاد المسلمين عن التطرف، وتعاني بكين من ضغط كبير جراء إنتشار فيروس كورونا المستجد وهي بصدد استنفاد جميع خططها لمواجهته، وعلى الرغم من تكفلها "الآني" بالمشكلة ووصول العديد من الطواقم الطبية الدولية التابعين لمنظمة الصحة العالمية مؤخراً الى اراضيها لمساندتها في مواجهة هذا الوباء القاتل إلا أن أعداد المصابين في تزايد مستمر وكذلك عدد الموتى، ويعتقد أن أكثر من مليون من أفراد عرقيتي الأويغور والكازاخ وغيرهما من الأقليات سجنوا كجزء من الحملة الأمنية غير المسبوقة في المنطقة الواقعة في شرق الصين.
وفي عام 2017م بدأ تسرب وثائق سلطت الضوء على الحملة الأمنية بحق المسلمين في إقليم شينجيانغ الصيني، وكشفت الوثائق التي حصل عليها الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين ونشرتها 17 وسيلة إعلامية في أنحاء العالم عن مراكز احتجاز في منطقة شينجيانغ تعتقل فيها الصين قرابة مليون من الأويغور وأبناء أقليات أخرى غالبيتهم من المسلمين في ظل نظام مراقبة محكم بالغ التعقيدات.