م. جمال باهرمز يكتب :

اتفاقيتا ستوكهولم والرياض تؤسسان لفك الارتباط

نعلم جميعا بان ما يعيق فك الارتباط بين الجنوب العربي والعربية اليمنية وانهاء الوحدة هو المرجعيات الثلاث التي اقرها المجتمع الدولي (مخرجات مؤتمر الحوار .دعم الشرعية ,المبادرة الخليجية ) ..

ولذلك اعتقد ان تأسيس طريق لفك الارتباط يأتي عبر نزع صلاحيات الحكومة الشرعية من خلال اعترافها كتابيا لطرفي فك الارتباط الاول حكام صنعاء ممثلين بالحوثيين ومن تحالف معهم , وقدتم ذلك عبر توقيع اتفاقية ستوكهولم وفيه اعتراف غير مباشر من حكومة الشرعية بان الحوثي يحكم ويدير العربية اليمنية .

والطرف الثاني المجلس الانتقالي الجنوبي وقد تم ذلك عبر توقيع اتفاق الرياض وفيه ايضا اعتراف غير مباشر من حكومة الشرعية بان المجلس يدير الجنوب وايضا بان على قوات وجيوش صنعاء في الحكومة الشرعية تسليم محافظات الجنوب للمجلس والخروج في فترة زمنية محدده .

اذن ادوات فك الارتباط متوفرة كمنظومة بين الطرفان اللذان يتحكما بأراضيهما واعطاء الصلاحيات والشرعية لهما من خلال توقيع حكومات الشرعية على اتفاقيتي ستوكهولم والرياض وبوجود الرعاة المكلفين من مجلس الامن والامم المتحدة

فالمباحثات بين السعودية والحوثيين بدون علم وتدخل حكومة الشرعية .دليلا اخر يضاف لرغبة الرعاة بهذا الحل بعد الاحتيال والمكر والغدر من جيوش الاحمر والمقدشي في مارب خلال خمس سنوات واخرها تسليم المواقع والتباب للحوثيين .وما بقاء مارب الا لأغراض الابتزاز السياسي والتفاهم بين اطراف صنعاء.

وادراكا بان تامين حدود المملكة العربية السعودية ودول التحالف لا يبدا عند الحدود الجغرافية لكل دولة .بل يبدا من تامين المياه الاقليمية للجنوب العربي.

لهذا سيفرض الحل النهائي الشامل حسب اتفاقيتي ستوكهولم والرياض.

ما تبقى هو لملمة شمل مكونات صنعاء ولم شمل مكونات عدن .وبما ان مكونات صنعاء الهاربة (المنضوية في الشرعية) والمتمردة (حكام صنعاء )على وفاق واتفاق اظهرته حرب الخمس سنوات من خلال تعاونهم وعقد الاتفاقيات بينهم مثل اتفاقية المكونات التي وقعها امين عام حزب الاصلاح مع زعيم الحوثيين في صعدة نهاية 2014م.

تبقي لملمة شمل الجنوبيين مع المجلس الانتقالي .واهمهم جنوبيي الشرعية .

وبما ان اتفاق الرياض من احد بنوده اسس للتوفيق بين جنوبي الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي .

لان بنوده .اعطى شرعية للمجلس بإدارة الجنوب .وفي نفس الوقت لم يقترب الاتفاق او يحدد بخروج جنوبيي الشرعية من مواقعهم ومناصبهم.

فاتفاق الرياض يعتبر مخرج سياسي لرحيل الاحتلال اليمني من الجنوب العربي.

لكننا نعلم ان الخطر الاكبر على الجنوب وعلى انجاح تنفيذ اتفاق الرياض ليس من الحوثي .لان الحوثي لا توجد له حاضنة ابدا في الجنوب لا شعبية ولا دينية ولا سياسية.

الخطر الاكبر على الجنوب هو من اخوان اليمن والاحزاب المتحالفة معهم .لان لهم حاضنة سياسية في الجنوب استمدوها بحكم وجودهم تحت عباءة شرعية الرئيس هادي وايضا حاضنة عقائدية بحكم رعاية حكومات الشرعية للأحزاب الدينية السنية والتي في مجملها تخرج من نفس عباءة وتحت قيادة اخوان اليمن .

لذلك اعتقد ان المجتمع الدولي ودول التحالف قرروا جميعا انهاء دور الاخوان في الجنوب تمهيدا للدخول في المفاوضات الشاملة جنوبية-شمالية.

-يدرك كل ابناء الجنوب ان اهمية الالتفاف الشعبي الكبير حول المجلس الانتقالي بالرغم من الانتقادات الموجهة اليه .يمثل اهم سلاح لاستعادة دولتنا الجنوبية .وان عدم الاستفادة من هذا الالتفاف في هذه اللحظات تعني لا سبيل اخر لترجمة الانتصارات العسكرية الجنوبية الى انتصارات سياسية ابدا.

لذا وفي ظل مكونات مفرخه .فمن يريد استعادة الجنوب فعليه الحفاظ على هذا الكيان المفوض والالتفاف الحاصل حوله.

معروف ان حكومات الشرعية تقودها وتتحكم بها احزاب صنعاء الفاسدة .

ونعلم ان هذه الاحزاب ليس من ضمن اهدافها تحرير الشمال من المتمردين بل تعتبر ان اهم اهدافها الوحدة او الموت وان السبيل الى ذلك هو بالفتنة والاقتتال الجنوبي-الجنوبي .

على مدى تاريخ الحروب بين الشمال والجنوب .حينما يكونوا الجنوبيين على قلب ورب واحد دائما ما ينتصروا وتدخل جيوشهم لتقترب من صنعاء.

الحالة الوحيدة التي ينهزموا فيها .حينما تشعل الفتنه بينهم مكونات واحزاب صنعاء .

اذن فالحوار الجنوبي -الجنوبي ملزم ومهم بين المجلس الانتقالي الجنوبي وجنوبيي الشرعية.

لتحصين الجنوب وعدم انجرار القلة لترتمي في احضان قادة واحزاب صنعاء واعداء الجنوب .الجنوب لكل جنوبي واستعادته مهمة طليعته الثورية وكيانه السياسي ممثله بالمجلس الانتقالي ومن يناصره ويدعمه

ونحن نؤمن بان الشرعية حق جنوبي كامل للانتصارات التي يحققها شعب الجنوب على اذناب ايران والمتحالفين معهم من الارهابيين .

صحيح ان الكثير من الموجودين خدموا ولازالوا يخدموا قضيتنا الجنوبية من مواقعهم في المناصب باسم الشرعية كقادة عسكريين وامنيين وسفراء ووزراء ومحافظين سابقين او لازالوا ومدراء امن وقادة مقاومة.

اذن السؤال :لماذا نتحاور ومع من .ومن له الاولوية في حوارنا .ولماذا اختلفنا ؟

-بعد تحرير عاصمة الجنوب عدن ومحافظاته في 2015 .نادينا بان على ابناء الجنوب حراك ومقاومة ومكونات مدنية وعسكرية السيطرة على مؤسسات الدولة عبر الانضمام لشرعية الرئيس لان ذلك هو الحل الوحيد لاستعادة مؤسساتنا وبالتالي دولتنا الجنوبية فيما بعد .والالتفاف حول الرئيس هادي لكي نملئ الفراغ الذي قد يملاه الهاربين من اعدائنا .

فانبرى بعض قادة المكونات المؤثرين رفضا وصرحوا بان من يسعى لذلك هم ثوار الوظيفة وان ذلك يخدم ويشرعن وجود الاحتلال .

فكان من الطبيعي في ضل تناقض النظرة واختلافها ان يتم شق صف ابناء الجنوب المؤمنين باستعادة الدولة الجنوبية الى قسمين .

قسم مع الشرعية وقسم خارجها .ولان القسم الذي مع الشرعية غالبية عناصره من كوادر ابين وشبوه الذين وجدوا انفسهم قبل الحرب الاخيرة في دولة عفاش وهادي بسبب الصراعات السابقة .

فانبرى نشطاء واعلاميي القسم الاخر ليصف هؤلاء بانهم عملاء واذناب للاحتلال مما جعل الكثير منهم يتمسك بشرعية الرئيس خوفا من الصراعات المستقبلية. وهكذا ازداد الشرخ وتم تعميقه عبر ادوات صنعاء .

ولكن بعد اتفاق الرياض في 2019 م والذي يؤسس لعودة ابناء الجنوب بقيادة المجلس الانتقالي لفرض انفسهم في مواقع الشرعية لا دارة الجنوب .

اصبح لزاما على الهيئة العليا للحوار في المجلس الانتقالي الجنوبي. ان يكون الاولوية في حوارها مع جنوبيي الشرعية المؤمنين باستعادة الدولة .

وبعد ذلك تتدرج الاهمية لباقي الجنوبيين .مع مطالبة دول التحالف بتحويل رواتب واعتمادات ابناء الجنوب المنتسبين لألوية الرئاسة ليتم ضمهم للأحزمة والنخب والوية الاسناد وحماية المنشآت كمهمة عاجلة .

(السبي والفيد عندهم حلالا متاع / كيف يتوه المؤمن في خطاه / ويمشي في طريق الضياع / جعلوا الدين يمسي غريبا / حين يقتص الشرع فقط من الجياع / حين ينتزع العدل منهم انتزاع / الكذب والتلفيق عندهم تقيه / والدم المسكوب من عرق الضحية / كلها تجوز مادام عن النهب دفاع)
م. جمال باهرمز
15-فبراير-20م