عماد الاطير يكتب لـ(اليوم الثامن):

العمل المستمر

إن ما يحتاجه الإنسان هو العمل المستمر، والقراءة الدؤوبة والدراسة والسيطرة على الإرادة فكل ساعة من الحياة ثمينة)) أنطون تشيخوف ــ أديب روسي

عليك أن تعمل بكل اجتهاد وأن تطبق في حياتك نظرية التحسن المستمر من خلال عدم التسويف وضياع الوقت حتى لو كانت تلك الاعمال صغيرة فتعود دائماً ألا تأجل أي عمل مهما كان صغيراً     أو معرفتك بأنه لن يأخذ منك وقت.

وتعلم دائماً أن تنجز الاعمال بكل دقة وكفاءة وبأخلاص وتفانى دون النظر الى من حولك أو انتظار كلمة شكر من أحد فما تفعله هو لنفسك ولضميرك ورضا الرب وليس الأشخاص وثق في أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

 أبني لنفسك استراتيجية بسيطة يومية وهي أن تتعلم كل يوم حاجة جديدة مهما كانت صغيرة فمع مرور الوقت سوف تصبح كبيرة ومفيدة جداً فالبحر الذي نراه كبيراً وعميقاً ما هو إلا قطرات من المياه واليوم ما هو إلا ساعات ودقائق.

فخير الاعمال هي أدومها وإن قلت، فيجب أن تخصص وقت يومي للقراءة والمعرفة وإن كنت ممن لا يضيق القراءة فعليك بالاستماع وهناك تطبيقات عديدة للكتب وكذلك قنوات اليوتيوب تستطيع أن تستفاد منها وتثقف نفسك يومياً أو تتعلم ما يفيد حياتك.

حارب الكسل واليأس الذي بداخلك من خلال اصرارك على العمل اليومي فأنت تستطيع أن تلف العالم وأنت في مكانك من خلال الاطلاع على العالم كله وكذلك العيش في أي عصر من العصور السابقة والجلوس مع من تحب من الادباء والمفكرين من خلال القراءة أو الاستماع للكتب الخاصة بهم وتستفاد من تجارب حياتهم.

ثق أن كل كاتب لكي يكتب لابد أنه قرأ عشرات ومئات الكتب لكي ينقل لك خلاصة تجاربه وأفكاره فكل كلمة تقرئها سوف تنقلك من حال إلى حال وسوف تغير من طريقة تفكيرك وتفتح طرق عديدة   في عقلك.

المهم هو ألا تيأس حتى لو فشلت في البداية وأغلقت الأبواب أمامك فلابد أن تثق في الله وأنه القادر على فتح تلك الأبواب لك من خلال ايمانك ويقينك بذلك وعدم يأسك فكافح وأجتهد وثق أنك في النهاية ستحقق ما تريد وسوف تتحول حياتك من أرض جرداء بلا زرع أو نخل إلى حديقة مثمرة من الزرع والنخل والمعرفة والسعادة.

بين النجاح والفشل وبين السعادة والشقاء وبين الحزن والفرح مسافة قصيرة جداً فيوجد مننا ما يستسلم في تلك الحالة ولا يصل الى ما يريد عل الرغم من قلة الخطوات التي بينه وبين ما يريد ولكن اليأس وعدم المواصلة هما السبب في ذلك.

ـــ قصة الرجل البسيط ومنجم الذهب

هذه القصة حدثت في الولايات المتحدة الأمريكية في بداية القرن الماضي قام رجل بشراء قطعة ارض يعرف بأنها تحتوي على ذهب اشترى هذا الرجل آليات بسيطة للحفر وبدأ يبحث عن الذهب، وبعد مرور عدة ايام عثر على عرق ذهبي في الأرض، فرح الرجل وقال انها هي البداية فقط.

وبالفعل استمر بالحفر وهو يتبع عرق الذهب وبدء العرق يزداد سمكا وتشعبا كلما تقدم بالحفر، وقد علم الرجل أن أرضه مليئة بالذهب، لذا قال لنفسه يجب ان أشترى أدوات أفضل وأجلب عائلتي لتساعدني في التنقيب عن الذهب.

 وعاد الرجل إلى بلدته وقام بأخبار عائلته وباع كل ما لدى العائلة ثم انطلق في طريق العودة الى ارضه، وأشترى الرجل كل ما يلزم من آليات وبدأ العمل مع أفراد عائلته وبالفعل بدأ الذهب يخرج عليهم كل يوم أكثر.

حتى جاء يوم وبدأت كمية الذهب بالنقصان ثم النفاذ، وبدأت العروق بالاختفاء
علم الرجل أن الحفريات سوف تنتهي لأن الذهب قد انتهى، فقام ببيع الارض وكل شيء مع المنجم لشخص بسيط جدا وبمبلغ قليل وعاد بما جمعه من ذهب مع عائلته فرحا، ولكن الشخص الذي اشترى المنجم لم يكن يقتنع أن المنجم قد نفذ من الذهب ولكنه لم يكن متأكداً، لذا استدعى خبير جيولوجي ودفع له مال مقابل تقرير خبرة عن أماكن وجود الذهب في أرضه.

 الخبير درس الحفريات السابقة ونوعية التربة، ثم قال للرجل أن عروق الذهب القديمة لم تنفذ وإنما هي على بعد نصف متر، في الحقيقة لأن هناك انهدام وهو ما جعل كل العروق تختفي.
حفر الشخص على عمق نصف متر من المكان الذي حدده له الخبير ووجد ذهب أكثر مما وجده صاحب المنجم الأول بعشرات الأضعاف، سمع صاحب المنجم الأول بالقصة وعاد إلى المكان ليجد نتيجة يأسه، وعندما رآه صاحب المنجم الجديد توجه إليه وقال له، هل انت نادم؟ اجابه لا
سأله الرجل البسيط. إذا لماذا أتيت؟ ولماذا أنت هنا؟

أجابه جئت إلى هنا، لكي أتذكر دوماً أنني وقفت على بعد نصف متر فقط من ثروة عظيمة، وتركت هذه الثروة لأني استسلمت عند أول عقبة في طريقي.

عليك أن تعمل دائما وألا تيأس مهما شعرت بأن النجــــــــــــــاح بعيد عنك، فقد يكون النجــــــــــاح قريباً جـــداً منك وأنت لا تدري كما يجب عليك أن تحب ما تعمل، لإن النجاح لن يتحقق لك إلا من خــــلال حبك للعمل الذي تعمله