علي ثابت القضيبي يكتب:
أين سلطاتنا عندما تغوّل كورونا ؟
* اليوم أرقام الوفيات فلكية ، وبحسب عقلية مجتمعنا ونمطية تفكيره ، سيكون الرقم مزلزلاً في المدىٰ المنظور ، لأنّ أبسط أشكال التّحوط في التعاطي مع هذه الجائحة غائبة تماماً ، ثم أنّ أداء السلطات أكثر غياباً وتوهاناً .
* السلطة الشرعية / الإنتقالي شكلا لجاناً عليا لكورونا ، وحقاً كلها من أطباء مرموقين ، لكنهم بدون مختبرات متخصصة بالجائحة ومتكاملة ، أي مجرد بشر بدون إمكانيات مادية للتعاطي معها ، وأعتقد أنهم لايلتقون مطلقاً للتباحث حولها ، أو لوضع تصورات بما يريدونه من السلطات للتعاطي الميداني معها ، وحتى الٱن ينعدم التشخيص الدقيق للمرض واعراضه وطرق الوقاية منه ، وكل حديث عنه يدور وسط لغط وهذيان وسائل التواصل بالعبث المعروف فيها ، أي أن المواطن في حيرة مطلقة من أمرها ، وهذا كارثي .
* المستشفيات العامة والخاصة تارة تقبل المرضى وتارة ترفض ، أو تقبل بالوساطات والإغراءات وسواها ، وكلها غير مجهزة تجهيزاً حقيقياً للتعاطي مع الكارثة .. وتصوّروا في محجر ( الكميتي هول ) بالبريقه بعدن ، المرضى يفترشون الأرض بدون أسرة ، والغرف بدون مكيفات ، أي أنهم في حالة مزرية للغاية ، وكأنهم في زريبة أغنام !
* إننا أمام كارثة حقيقية فعلاً ، وحتى اليوم لم يجري تشريح جثمان متوفي لمعرفة نوعية هذا الفيروس ومايخلفه في الإنسان ، أي أننا في حالة توهان مطلق ، وإجراءات الدولة مع شعب مسؤولة عنه غائبة تماماً ، فهي لم تعلن حتى الٱن عن إجراءات مُلزمة ويجب إتباعها أو تفرضها على الأرض بقوة سلطاتها ، فأسواق القات مستمرة ، وفيها يتجمع البشر بشكل جنوني ، وحتى في الباصات الصغيرة ( الدّباب 7 ركاب ) وغيرها من الباصات الضيقة تمارس عملها وبدون تحوطات تُذكر ، والشرعية والإنتقالي غائبين تماماً !
* حتى متى نظل في هذه الغيبوبة ؟ وكابوس هذه الجائحة يلتقط من بين أوساطنا أحبتنا وأهلنا بالجملة يومياً ، وهذا أمرٌ جلل ، وهو يهزٌ أي سلطة حقيقية وتستشعر مسؤولياتها في العالم إلا سلطاتنا هنا .. وتصوروا أننا حتى اللحظة نفتقر الى إحصائيات دقيقة بعدد المصابين ، أو بعدد المصابين الذين تشافوا وتعالجوا ، أو بإحتمالات الإصابة في المدى المنظور ، أو بعدد المتوفيين إجمالا وكم متوفي منهم بالكورونا ، لقد وصلنا الى هذا المستوى المزري من الإنحدار وغياب سلطات الدولة الحقة !
* لابدّ من تحريك هذا الملف الكارثي وبشكل جدي ، ولابد للتحالف العربي المسؤول أممياً وأخوياً عن هذه الجغرافيا أن يلعب دوره وبشكل فاعل ، أو هو يفلحُ فقط في إلقاء قنابله على هذا الشعب وأراضيه بحجة قتال الحوثيين .. نحن في وضع كارثي ، وعلى الكل التحرك وبشكل ملموس قبل تفاقم الكارثة وتفاقم أرقام الوفيات ، فعلى هذه الارض بشر منكوبين بالمعنى الحرفي للكلمة .. أليس كذلك ؟!
علي ثابت القضيبي
الخيسه / البريقه / عدن .