عماد الاطير يكتب لـ(اليوم الثامن):

العلمانية والعلمنة

في بداية الأمر يجب أن نعلم أن هناك فرق بين العلمانية وبين العلمنة حيث أن العلمانية هي الفلسفة السياسية التي تعنى فصل الدين عن الدولة والعلمنة هي تنفيذ تلك الفلسفة من خلال القوة إذا أحتاج الأمر لذلك وقد نشأت العلمانية أبان الثورة الفرنسية تحت مسمى سيكولاريتى وهي تعنى لا ديني ولا عقائدي.
وتم تصديرها الى العرب في ذلك الوقت تحت مسمى العلمانية وتم بلورتها وتجميلها بالشكل المطلوب حتى يتقبلها العرب ويشعرون بأنها التقدم والازدهار والتحضر والتخلص من التخلف حيث قد ربطها الغرب بالتقدم العلمي والازدهار والهـــدف من ذلك هون محاولة اليهــود تشديد العرب وجعلهم ينغرسون في عالم الشهوات والملذات والتشتيت فيما بينهم.
والعلمانية لها أشكال كثيرة فجميع أشكالها سواء السياسية أو الفلسفية أو الثقافية هدفها هو تهميش الدين في الحياة اليومية والفصل بين الحياة والدين وقد نشأت العلمانية في أوربا وكانت بدايتها مع قيام الثورة الفرنسية حيث كان السبب في قيام تلك الثورة وخطط لها هم اليهود من خلال حجم القروض التي أقرضتها اليهود لحكام فرنسا وجعلتهم يسقطون في فخ السداد والغرامات.
مما فرضت الضرائب على الشعب للسداد والذي أدى بدوره الى قيام الثورة الفرنسية بتخطيط يهودي والذي تم اختراق من خلالها صفوف الثوار من خلال العوامل التي يجيدها اليهود من قدم الزمن حتى تاريخ اليوم وهي المال والجنس والابتزاز والجاسوسية.
وبالتالي وضعت لها قواعد في البلاد العربية حيث خرج المحتل وبقت العلمانية تتوغل في الشعب وجاء حٌكام موالون للغرب ينفذون ما يطلبونه منهم ويخشون على الكرسي من الضياع فأصبحت بعض الدول تابعة للغرب بلا شخصية مستقلة يتم التحكم فيها وتحريكها كما يشاؤون.
وهذا الأمر مستمر الى الان مع بعض الدول العربية التي فتحت أراضيها وأعلامها ومنابرها لتشتيت الامة العربيــــة ومنح الغرب السيطرة، وخــــلال هذه الفترة ظهرت بعض الدول الجديدة ومنها الدول التي ورثت الاستعمار وأبرزها أمريكا التي قامت على أنقاض وجثث الهنود الحمر.
وقامت تلك الدولة الشريرة منذٌ نشأتها على بث العلمانية وايدتها وحاربت كل من وقف أمام العلمانية وحاربت الإسلام بشتى الوسائل وحاولت أضعاف العرب والمسلمين، ولكن من يتوغل في المجتمـــــع الأمريكي ويتابع خطابات القيادة الأمريكية ووسائل العيش هناك سوف يعلم أن الواقع الذي تعيشه أمريكا وتريد أن تخفيه عن العرب إنها نفسها ليست علمانية بل دولة صليبية دينية.
وخير دليل على ذلك حجم المساعدات السنوية التي تعطيها للمؤسسات الدينية من أجل التشجيع عل الانضمام لتلك المؤسسات وكذلك الاجازات في الأعياد الدينية فكيف لدولة تنادى بالعلمانية الذي يقول لا دين ولا عقيدة فيما معناه وهي نفسها تحترم الدين وتساعده.
ألم ينتبه العرب لذلك لكي يكون من باب أولى أن يحافظون هم على تراثهم وألا ينغرسون في وحل العلمانية فنعم ليس كل العرب ولكن البعض باع بلده من أجل أرضاء أمريكا وأستقطب بعض التنويريين الذين يشككون البعض الأخر في علمائهم وأسلامهم ونرى حرب كبيرة على الامام البخاري ومسلم وغيره.
فمن ينسى خطاب بوش الذي وصف الحرب في الخليج بأنها حرب صليبية مقدسة والذي ألهب من خلالها مشاعر الشعب الأمريكي والجنود الأمريكية الذين اغتصبوا النساء وقتلوا المسلمين بوحشية ولم تتحرك أمريكا ضد القضية الفلسطينية مع أن الواقع يقول إن إسرائيل هي بلد احتلال اغتصبت أرض ليس من حقها وقتلت أطفال ونساء وأبرياء أمام أعين أمريكا والعالم والعرب.
لذلك يجب علينا أن نعلم أن الهدف الحقيقي من وراء العلمانية ومحاولة نشرها في الدول العربية هو خراب تلك الدول من خلال أنكار وتهميش الدين وبالتالي سوف تنتشر الرزيلة والسرقة والاغتصاب والشذوذ فليس هناك دين أو قواعد أو أسس يخاف منها الفرد، وبالتالي سوف تنتشر الفاحشة بشكل رهيب وينحرف المجتمع نحو الجهل وليس العلم كما يقول من ينادى بها.
يجب أن تفيق المجتمعات العربية لأن الهدف من العلمانية هو نشر الفسوق والبعد عن التعاليم الدينية حتى يستطيع أولئك الطغاة الاستيلاء على خيرات البلاد العربية التي يشبونها حسب وصفهم بأنها مثل البقرة الحلوب فهل نظل ننقاد نحو الغرب ونسمع كلامهم وتشجيعهم على العلمانية التي ليس فيها دين أو قلب أو أي نوع من أنواع الإنسانية أم نتمسك بتعاليم ديننا وننهض ببلادنا ونحافظ على نسائنا وبناتنا من الفاحشة والغرق المميت.