عماد الاطير يكتب لـ(اليوم الثامن):
المشروع الصهيوني والثورات العربية
في بداية الأمر يجب أن نعلم أن ما يحدث من دمار وخراب وتفكك وفوضى في المنطقة العربية هو تخطيط يهودي أمريكي من أجل السيطرة على خيرات البلاد العربية الكثيرة وكذلك هو تأمين حدود أسرائيل وقد تم صناعة الثورات العربية من أجل ذلك وساعدها في ذلك أصحاب المصالح الذين تم تدريبهم تحت قيادة رجال من الجيش الأمريكي والمخابرات الأمريكية واستغلال حماس الشباب على تويتر والفيس بوك.
فلقد بدأ المشروع الصهيوني خطواته الفعلية في الهيمنة على الشرق الأوسط بداية من عهد جورج بوش الاب والابن الذي تبنى سياسة نقل الصراع والفوضى الى الدول العربية وتفكيكها ومحاولة إلصاق تهمة الأرهاب بالعرب والمسلمين حتى يكون هناك معنى للتدخل سواء تدخل عسكري أو سياسي في الشرق الأوسط.
ومن هنا رصدت أمريكا مبالغ مالية للمعارضات السياسية وفتحت لهم قنوات التدريب والدعم المالي والمعنوي ومن ضمن المكافأت حصول البعض منهم على أوسمة حتى يكون ٌمقنع لطبقات شعبه وتقوم بتلميعه حتى يٌصبح ذو كلمة لدى طبقات الشعب والكثير مننا قد عاش تلك التجربة التي ليست بعيدة عننا ورأى الأشخاص الذين كٌنا نعتقد أنهم يريدون مصلحة البلاد ولكن الهدف كان مصلحة شخصية وتحقيق عوائد مادية بالدولار.
وفعلاً تحقق لأمريكا ما تريد في هذا الموضوع ونشأت الثورات العربية في معظم البلاد بدعم أمريكي كامل تحت مسمى التحول الى الديمقراطية والتخلص من الديكتاتورية وبدأت في تنفيذ مشروعها نحو السيطرة على الشرق الأوسط وتجعل الشرق الأوسط منطقة نفوذ لها وبالتالي تحمى حدود إسرائيل وتواجدها في الشرق الأوسط، فكيف لبلاد عربية مفككة تٌعاني من الصراعات الداخلية أن تبنى نفسها وجيشها وتقف أمام الهيمنة اليهودية التي تقوم بالتسليح وتطوير قوتها العسكرية يومياً.
ومن ضمن أهداف المشروع الأمريكي هو استمرار الفوضى والانهيار في البلاد العربية والذي نراه أمام أعيننا الأن قد تحقق بالفعل فأين سوريا واليمن والعراق وليبيا وباقي الدول التي صدقت أكذوبة ثورات الربيع العربي ومن ثم أدى ذلك الى ظهور الفوضى والخراب.
وحتى نوضح أكثر لمن لا يُتابع السياسة الامريكية والنظريات الامريكية التي تعتمد عليها أمريكا من خلال مركز الأبحاث الأمريكي الذي قالت للعرب أن الفوضى التي تحدث بعد الثورة هو أمر طبيعي فسوف يتبعه استقرار في البلاد والاتجاه نحو النظام لا نها فترة تحول ديمقراطي طبيعي.
ومن هنا بدأت السياسة الامريكية ببث سمومها والتي تقول إن المجتمعات الغير ديمقراطية هي التي تٌنتج الإرهاب وعلى جميع الدول أن تتحول الى الديمقراطية وأنها سوف تساعد الشعوب العربية في ذلك وبالطبع كان لها العملاء المروجين للمشروع الصهيوني في القضاء على استقرار البلاد العربية وانهيارها وإدخالها في صراعات داخلية مميتة في كافة انحاء البلاد.
ومن هنا بدأت في نشر لافتات وأقاويل وعناوين وعبارات رنانة مثل حق تقرير المصير ونزع السلاح الشامل والديمقراطية وحرية التعبير ومنظمات حقوق الانسان وغيرها من المنظمات التي أنشأتها أمريكا لكي تسيطر على البلاد العربية وتصبح تابعة لها تحركها كما تشاء.
إن ما يحدث الأن من تدمير وفوضى هو سيناريو مرسوم منذٌ فترات طويلة وفقاً لرؤية البنتاجون وكذلك مركز الدراسات والأبحاث الأمريكية ومنها مؤسسة راند، وما يحدث في الشرق الأوسط ليس جديد على التخطيط والمشروع الصهيوني الذي فكك الاتحاد السوفيتي من خلال الدعم الكامل للمعارضة والمطالبة بالتحول من النظام الشيوعي الى الرأسمالي وقد نجحت في ذلك تماماً.
فما حدث في ثورة مصر هي عبارة عن فيلم هوليود انتاج وصناعة يهودية والممثلين هم الأشخاص الذين تم تدريبهم والدفع لهم لشحن الشباب الثائر من خلال تويتر والفيس بوك، حتى القيادات في جماعة الأخوان كانت تتحرك وفقاً لخيوط الرواية التي كتبتها أمريكا وتم تدريبهم من خلال الجيش الأمريكي على خلق الفوضى والأكاذيب وحقن الشعب وجاء من بعيد صاحب جائزة نوبل لكي يقول الكلمات التي تٌلهب مشاعر الشباب والتي اختارته وجهزته أمريكا لتلك المهمة فهو من ساهم في تدمير العراق قبل ذلك بتقاريره الكاذبة.
وبالتالي نجحت أمريكا في إسقاط نظام الحكم في تونس ومصر وليبيا واليمن وفككت العالم العربي لإن الهدف والمشروع الصهيوني هو إنشاء شرق أوسط جديد تُسيطر من خلاله على النفط وعلى عائدات البلاد العربية وتدفق رأس المال في جيوبها وكذلك تأمين حدود ومصالح إسرائيل في المنطقة العربية.
فالمشروع الصهيوني يهدف إلى دمار البلاد العربية ونشر الفتن والصراعات فلقد نجحوا هؤلاء في صناعة ما يسمى بالجماعات الإسلامية وهي في الحقيقة جماعات إرهابية والدين الإسلامي برئ من القتل فكيف لتلك الجماعات أن تٌقاتل فقط الجيوش المسلمة ولا توجه أي ضربات أو اعتداءات على الجيوش المحتلة اليس هذا سبب يدعونا الى التفكير في ذلك؟ ونسأل أنفسنا من أنشأ تلك الجماعات؟ ومن يقوم بتمويلها بالمال والسلاح؟
إن خيوط اللعبة في يد اليهود ولكن كالعادة يقفون بعيداً فهم يريدون القتل والخراب بأيدي عربية وتحقق لهم ذلك من خلال نشر الأرهاب والعملاء التابعين لهم في منطقة الشرق الأوسط حتى أصبحت تلك المنطقة مشتعلة يومياً بنيران الحروب والصراعات.
لقد أصبح الكثير من الأشخاص والمواقع فاهمين أصول اللعبة القذرة من الصهاينة وأعوانهم الخونة ولكن مازال البعض يٌصدق كلامهم وينجرف ورائهم فهؤلاء لا يريدون أمن وأمان واستقرار في المنطقة العربية بل دمار وخراب وفوضى تحت مُسمى الثورات العربية وهي في الأساس مشروع صهيوني يهودي الهدف منه الاستيلاء على خيرات الشرق الأوسط ونهب تلك الخيرات.