عماد الاطير يكتب لـ(اليوم الثامن):

الربيع الأمريكى على صفيح ساخن

ليس عجباً أن ينقلب السحر على الساحر فكما سعت أمريكا سابقاً في خراب البلاد العربية ودفعت الدولارات لما يُسمى النٌشطاء والمُعارضين لأنظمة الحٌكم في البلاد العربية وتم تدريبهم تحت قيادة الجيش والمخابرات وإنشاء الفوضى والدمار وإثارة الفتنة والحماس في نفوس الشباب على تويتر وفيس بوك، فهي اليوم تتذوق من نفس الكأس وتثبت للعالم إنها بلد بلا حرية وبلا عدالة حقيقية.
وهذا ليس غريب على دولة قامت أساساً على أنقاض جثث الهنود الحمر الذي تــم قتلهم حتى تقــوم أمريكا فهي لديها من العنصرية الذي يجعلها تحتل المراتب الأولى في الفساد والتنمر وتمتلك شرطة طاغية ظالمة بل فاجرة في معاملتها لأصحاب البشرة السمراء التي اغتالت وقتلت المواطن الأمريكي جورج فلويد بمنتهى القصوى والعنصرية بلا قلب أو رحمة.
فدعنا نتعرف على هــذا المواطن الأمريكي الذي أشعــل ربيع أمريكا وجعلهـــا على صفيح ساخن هـــو مواطن أمريكي من أصول أفريقية، وهو متزوج ولديه زوجة وابنة بلا دخل أو عائد مادي فهو نشأ في أحد أحياء هيوستن بولاية تكساس، في قلب مجتمع الأفارقة الأمريكيين، حيث قد انضم لفريق كرة السلة، ثم قضى في سجـن خمســـة سنوات بتهمة السرقة، وعمل سائق شاحنة، وحارس أمن.
وتبدأ قصة اغتياله بدم بارد عندما تم توقيفه والتعامل معه بعنف من قبل الشرطة في ولاية مينيسوتا الأمريكية بسبب الاشتباه في استخدامه نقود مزورة، فلقد ظل هذا المواطن الأمريكي يستغيظ للشرطي أن يرحمه فهو غير قادر على التنفس وبالتالي هو في قبضته والقانون ينص على اصطحابه الى الشرطة وايداعه في السجن إذا كان مذنب وإذا كان غير ذلك فيتم إطلاق السراح.
ولكن هذا الشرطة ومن معه ضربوا بكل القوانين عرض الحائط لإن المواطن الأمريكي كان غير قادر على المقاومة أو التنفس وأستسلم للأمر الواقع حتى فارق الحياة، ومما يؤكد أن الشرطة الأمريكية والسياسة الامريكية تسير في نهج وطريق واحد وهو طريق العدوانية لكل شخص أفريقي أسود فخرج على منصات الأعلام الرئيسي الأمريكي دونالد ترامب التعامل مع الحدث الذي قام بوصف المتظاهرين باللصوص المأجورين، وأمر بنشر قوات الجيش، وأعلن حظر التجوال من أجل السيطرة على الوضع.
فهذا المواطن الأمريكي المسكين الذي عانى الظلم وقلة العمل والمرض والفقر في بلد يقال عليها أم الحريات والديمقراطية وبلد العدالة ومنظمات حقوق الأنسان فكان يعاني من فيروس كرونا حسب تقرير الطب الشرعي ووجد نفسه بلا عمل وبلا علاج وبلا رعاية، فبدلا من أن تهتم الحكومة الأمريكية برعاية مواطنيها فقامت بإرسالهم إلى الأخرة بوسيلة أسرع وهي الموت بيد الشرطة والموت بلا علاج أو رعاية طبية.
وخصوصاً لأصحاب البشرة السمراء الذي يواجهون عنصرية واضحة جداً من قبل تلك الواقعة ولكن العالم كان يغمض عينيه وأذنه عن الجرائم الأمريكية حتى خرج هؤلاء الثوار الذين تعاطفوا مع هذا المواطن وقد أيده في ذلك الكثير من المواطنين الأمريكيين الأسوياء ضد هذا الظلم والقهر.

 لقد أنكشف هذا الرئيس الذي يتسم بالدموية والقتل بلا رحمة فهو بلا رؤية أو سياسة أو هدف فهو فقط دموي يريد دمار البلاد العربية وعقد الاتفاقات مع اليهود على حساب الدولة والقضية الفلسطينية من أجل تجميــع أصوات تساعده في الانتخابات ، وعدم تقليب البيت الأبيض عليه ، حيث إنه من المعلوم للجميع إن اغلبية الأصوات ومن يحرك البيت الأبيض هم من اليهود المتعصبين لدولة الاحتلال .
فهو يريد أرضائهم بأي وسيلة لذلك عقد العزم على عقد صفقة القرن لصالح دول الاحتلال التي اغتصبت أرض عربية من أجل رضا اسياده من الصهاينة عليه، ولكن تلك المظاهرات كشفت الوجه القبيح للسياسة الامريكية والشرطة في أمريكا.
فاليوم أمريكا تذوق الفكر الذي صنعته من فوضى خلاقة وسرقة ونهب وتدمير حيث امتدت المظاهرات الى أكثر من أربعون ولاية أمريكية وشارك فيها الأبيض والأسود، فهي تشبه حرب على سفيح ساخن لا نستطيع أن نعرف إلى أين ستنتهي تلك الأحداث لا نها تحتوي على الكثير من الغضب والكره للشرطة ولسياسة ترامب وحدث فيها الكثير من أعمال الخراب والتدمير.
ولكن المؤكد أن تلك المظاهرات كتبت نهاية عهد ترامب بالبيت الأبيض ولن يتم أنتخابه مرة أخرى فهو سقط في عيون الأمريكان وسقط في عيون العالم من قبل بسبب سياسته، وسوف تنتصر الأقليات وأصحاب البشرة السوداء المدعومين من اغلبية الشعب الأمريكي وبعض الجنسيات الأخرى في القضاء على زمن العبودية والظلم والعنصرية الامريكية ورحيل ترامب عن البيت الأبيض للأبد بلا رجعة.