موسى أفشار يكتب:

بديل الملالي

وفقا للتقاليد كما في كل عام، ستعقد المقاومة الإيرانية مؤتمرها السنوي في 17 يوليو من هذا العام.
وكانت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية قد عقدت مؤتمراً ناجحاً في 20 يونيو ، تجمع فيه الإيرانيون من 2000 نقطة بحضور شخصيات بارزة من أوروبا والولايات المتحدة.
ويأتي المؤتمر السنوي هذا العام أيضًا في أعقاب قرار تم تمريره من قبل أغلبية من الحزبين في الكونغرس الأمريكي لدعم المقاومة الإيرانية وخطة السيدة مريم رجوي المكونة من 10 نقاط.
وإن ما يميز مؤتمر المقاومة الإيرانية لهذا العام، والمعروف باسم "المؤتمر الدولي من أجل إيران الحرة"، عن المؤتمر الذي عقدته في السنوات السابقة، هو الظروف التي نعيش فيها.
أخذ نظام الملالي الغارق في الأزمات هذا في الاعتبار ويأمل أنه بسبب الوضع العالمي في كورونا ، لن تعقد المقاومة الإيرانية مؤتمرها هذا العام، وقد ذهب نظام الملالي إلى حد جعل حساباته علنية.
ومع ذلك، على الرغم من رغبة نظام الملالي بعدم عقد هذا المؤتمر، إلا أن المقاومة الإيرانية مصممة على عقد مؤتمر هذا العام في ابتكار ومبادرة غير مسبوقة عبر الإنترنت، وسيكون مؤتمر هذا العام أكثر عظمةً مما كان عليه في السنوات السابقة.
ومن المتوقع أن يلعب نشطاء وسائل الإعلام الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي، وكذلك جيران إيران، الذين تضرروا جميعًا من الظلم و القهر والفظائع التي ارتكبها المجرمون الحاكمون في إيران، دورًا في الحملة العالمية لإنهاء سياسات النظام القمعية في الداخل وسياسات المغامرة والتدخل في شؤون المنطقة.
هناك الكثير مما يمكن قوله عن الوضع المحلي والدولي الحالي للنظام الإيراني والمقاومة الإيرانية، ولكن يمكننا أن نذكر باختصار ركنًا منه، والحقيقة هي أن النظام يواجه أزمات غير مسبوقة داخل إيران.
في ظل ظروف فيروس كورونا، وبسبب عدم كفاءته وعجزه عن إدارة الأزمات، اعتمد النظام بشكل فعال سياسة إرسال الناس إلى مذبحة كورونا، علماً أن هذه السياسة خلفت حتى الآن أكثر من 60.000 ضحية، وتزداد ذروتها كل يوم، لدرجة أعلن مسؤولو النظام حالة الخطر الحمراء في تسع محافظات، وقالوا أن حوالي 20 إلى 40 في المائة من السكان في بعض المحافظات مصابون بكورونا و 3 إلى 4 في المائة منهم يموتون.
هذا في الوقت الذي لم يوفر النظام أي تسهيلات للناس ولا يساعد الشعب، فالفقر والفاقة منتشران.
من الناحية الاقتصادية، أدى التضخم المدمر ونمو السيولة وارتفاع تكلفة المعيشة بسبب فساد قادة النظام إلى تفاقم الانقسام الطبقي، وهو رمز للمأزق المستعصي وانعدام الحلول في نظام ولاية الفقيه.
في الوقت نفسه يمكن رؤية صراعات النظام الداخلية بين الفصائل التي بلغت ذروتها، وتدهور وحساسية الوضع الحالي في رسالة رؤساء اللجان المتخصصة في مجلس شورى النظام إلى روحاني ، الذين وصفوا الوضع بأنه مؤلم.
وحذروا من مصير النظام بهذه القصيدة "لكي لا يغمرنا السيل، والسد قد لا ينقذنا".
كما يمكن للمرء أن يفهم حساسية الظروف ومدى أهميتها، في الرسالة المفتوحة التي وجهها خوئيني لخامنئي، والتي أظهرت ذعرها من اندلاع الانتفاضة ضد خامنئي، معتبرة إياه هو المسؤول عن وخامة وسوء الظروف.
كما يمكن رؤية ذلك في الظروف التي أجبرت خامنئي على تعيين قاليباف رئيسًا لمجلس الملالي، بعد أن عين أيضاً ابراهيم رئيسي رئيساً للسلطة القضائية، وسعيه قدمًا نحو توحيد أسس حكومته.
هذا لن يعالج ألم نظامه أبداً، لأن الأزمات الاجتماعية الحالية تحتاج إلى حلول مادية يفتقر إليها خامنئي على أرض الواقع.
الأزمات الدولية والإقليمية، وتشديد العقوبات، قطع يد خامنئي من دول المنطقة، الضربات التي يتلقاها الواحدة تلو الأخرى، والموقف المتصاعد للمقاومة الإيرانية، والذي يمكن رؤيته بوضوح في قرار الكونغرس الأمريكي من الحزبين، كل ذلك أن سيعزز من شدة الأزمات الداخلية التي يعيشها النظام، ويجعل موقفه مختلاً للغاية.
في مثل هذه الحالة، فإن خوف النظام هو من البديل والقوة المنظمة المتواجدة في الشوارع منذ عدة سنوات، وأثبتت نجاح استراتيجيتها في الإطاحة بالنظام من خلال معاقل الانتفاضة، وقد تحدت النظام برمته وسرقت النوم من أعين خامنئي.
وقد صرح قائد المقاومة الإيرانية السيد مسعود رجوي في رسالته للشعب الإيراني أن الاستراتيجية المنتصرة والمظفرة التابعة لجيش الحرية قد تم اختبارها في المعاقل والأحياء والمدن المتمردة.
إن المنافذ الإعلامية للنظام الآن هي التي تعترف بأنه "منذ عامين، نشهد قيام مجاهدي خلق بإيقاظ الآلاف من خلاياهم النائمة، وتدعوهم بمعاقل الانتفاضة وتقوم بإرسالهم إلى العمليات والعمليات التخريبية بقيادة مركزية".
في مثل هذه الحالة، فإن عقد مؤتمر دولي كبير سيأخذ الموقف الصاعد للمقاومة الإيرانية إلى مستوى جديد ويقدم بديل عن نظام الإجرام للعالم..