كلمة اليوم الثامن..
الجنوبيون وجرائم الاستهداف الممنج
عشرات القتلى والجرحى من العسكريين الجنوبيين، استهدفوا الجمعة خلال تأدية صلاة الفجر في مسجد وسط مدينة مأرب اليمنية الخاضعة لسلطة تنظيم الإخوان الممول قطريا وتركيا، في جريمة هي الثانية خلال اقل من ثمانية شهور، بعد الأولى التي وقعت في يناير الماضي، وبالطريقة نفسها، استهدف عسكريون جنوبيون خلال تأديتهم للصلاة، ما اسفر عن مقتل وجرح نحو مائة وخمسين من خيرة الشباب.
هذه الجرائم والاستهدافات الممنهجة، لا تحتاج إلى تحليل وقراءة ما بين السطور، فقط تحتاج لفهم الاجابة على سؤال لماذا يستهدف الجنوبيون دون غيرهم، ولماذا لم تستهدف قوات معسكرات الجنرال علي محسن الأحمر المنتشرة على طول وعرض مأرب، لم يصب القصف الحوثي هذه المعسكرات، على غرار الاستهداف الدقيق للمعسكرات التي منتسبوها من الجنوب.
أسئلة كثيرة ومتكررة، كانت تطرح عقب الجريمة الأولى، ويبدو انها قد يتكرر طرحها كثيراً، في ظل عدم مقدرة من يقوم بتجنيد شباب الجنوب والزج بهم في محارقة، على التحقيق ومعرفة من هي الأطراف التي استهدفت العسكريين الجنوبيين ومنهم المخططون لذلك.
خلال الأشهر الماضية لم تفلح الدعوات للأهالي بعدم تجنيد أبنائهم، مع ميليشيات باتت تنتهج نهج التنظيمات الإرهابية، وتزج بهم في معارك خاسرة وتقدمهم كلقمة سائغة للمليشيات الحوثية.
إن البحث عن المسؤول عن هذه الجريمة الأولى، لا يتطلب جهدا كبيراً، فمن استغل حالة الفقر وشظف العيش في شبوة وأبين، هم المسؤولون عن هذه الجريمة وتبعاتها، وعلى المنظمات الدولية ان تقف بمسؤولية امام هذه الجرائم المتكررة، فهذه القوى المرتهنة للخارج لم يعد يهما حياة المدنيين والعسكريين بقدر همها في البحث عن طرق ووسائل عدة لإطالة امد الحرب والصراع وان كانت على انهار من دماء الأبرياء.