صالح علي باراس يكتب:

وجهة نظر: السعودية ..الاخوان ..الجنوب

كثر التناول على صفحات التواصل حول دور المملكة حد الاسراف

مع ان المعلوم ان السعودية مادخلت الحرب من اجل سواد عيون راس الشرعية ومشروعه الاتحادي ولا من اجل نصرة الجنوب واستقلاله ولا من اجل الاخوان وتمكينهم ولا من اجل صفوية الحوثي كظاهرة محلية يمنية مفصولة عن تصدير الثورة الخمينية ولا من اجل سلفية ..الخ ، بل ، من اجل مصالحها وامنها اولا وثانيا الى المليون فمن يقف امام امنها ومصالحها فهو العدو رقم واحد مهما كان دينه او مذهبه ومن يضمن امنها ومصالحها فهو الصديق الصدوق مهما كان دينه ومذهبه

 

ان عداء السعودية للاخوان المسلمين عداء وجودي في مستوى عدائهم لايران لكن الاخوان يمتلكون عقل ذرائعي يستطيعون به الالتفاف على اعدا اعدائهم فلو اخرجهم خصومهم من الباب عادوا اليهم من النافذة وسياستهم ان يلتصقوا بصانع القرار مهما كانت عداوتهم له او عداوته لهم!!

علاقة اخوان اليمن بالمملكة هل هي تكتيكية ام استراتيجية؟

العلاقة قبل اجتياح الحوثي وفي قمة انتصار الاخوان في مصر وتونس والربيع الاخواني وصلت الحضيض لان اخوان اليمن كشفوا حقيقة ولائهم لمشروع الاخوان الدولي على حساب ماخدعوا به المملكة طيلة عقود بانها الحليف الوفي لهم وانهم اوفى اوفياء حلفائها بل وجدوا المائدة القطرية ادسم فانظموا اليها 

اما علاقتهم الان فهي تشبه "زواج المتعة" مرتبطة بزمن ما وتنفيذ مهام ما وتحقيق مصالح ما ، لكن الدهاء الاخواني متغلغل في الادوات التنفيذية للمملكة ليس كحركة لكن كتيار عميق فتيارات الاخوان متخادمة في كل البلدان وسيعمل على اطالة الحرب وسيمنع ايقافها بقدر مايستطيع لياخذ من المكاسب اكثر مايستطيع ، فمحاربة الحوثي في فقه اخوان اليمن ليست لصفويته او لما يحمل من مضامين اقليمية معادية للجوار كما يروجونه لنخب الجوار ويشحنون به الاغبياء المحليين بل لانقلابيته ، وانقلابيته فقط ، والمسالة ستنتهي بتقاسم المصالح بينهما وضمان ان يحمي كل منهما الاخر من العدو الوجودي لكليهما وهو التحالف العربي بطرفيه المملكة/الامارات

 

ما يخص الجنوب اعتقد ان السعودية اذا فشلت في القضاء على الحوثي او ان تضربه وتقمعه حتى لم يعد يشكل خطرا لن يبقى معها الا الجنوب شاءت ام ابت ،وهي فعلا غير قادرة على القضاء على الحوثي وغير قادرة على تقليم خطره ، ولن يبق معها الا الجنوب لتضمن ان جزءا كبيرا من حدودها الجنوبية ليس معاديا لها ولن يستقبل مشاريع معادية لها وسيضمن امنها ومصالحها ، وهي لن تسلمه للاخوان كما يعتقد البعض ، لانها ان فعلت ذلك كمن يسلم رقبته لعدوه ليذبحه ولن تسلم رقبتها لاعدائها الوجوديين

 

لكن!!!!!!

مشكلة السعودية ان تيار ليس هين فيها يريد تصميم جنوب كما يريد هو لا جنوب كما يريده الجنوبيون جنوب اغلب سماته كشمال مابعد اتفاق جدة بين الملكيين والجمهوريين تكون القبيلة الجنوبية فيه كلب حراسة حدود كنظيرتها الشمالية بعد ذلك الاتفاق الذي استفاقت فيه السعودية وايران على حدودها ، فكان الرهان على قوة القبيلة التي لم تكن قوتها في قبليتها السياسية بل في عصبويتها الطائفية الذي انقلب مع موروثه الطائفي وتخلى عن الدور الاستراتيجي الموكول له في تصميم اليمن مابعد اتفاق جدة  !! وهو مالا تملكه القبيلة جنوبا التي فقدت الكثير من تماسكها وعصبيتها ولم تكن ذات يوم تحمل مشروع سياسي او عسكري لمشروع سياسي كالقبيلة الزيدية ، فاقصى دور لها "حماية مضاربها "ولن يكون لها دور الا تحت مؤسسات دولة وليس فوقها او موازيا لها وهذه الحرب اخترقتها بالتهريب الذي يمون الحوثي الان!!

 

هذا من وجهة نظري اس الصراع الحالي فالسعودية تعاملت مع ملف الجنوب متاخرا -وملفه مازال  يتحكم باغلبه ذلك التيار - ولم تتعامل معه من البدايات فتكون قريبة من قضاياه ومعاناته ومعرفة تطلعاته وقواه حتى تدمجها في رؤية مصالحها فقد كان الجنوب بعهدة مصلحة شؤون القبائل اليمنية ايام ذراعهم الشيخ عبدالله الاحمر الذي كان قنطرة عبور لكل الشخصيات اليمنية في علاقتها بالمملكة وكان رايه موثوقا ومعتمدا في القضايا اليمنية في دوائر القرار المتعددة في المملكة وكان من اشد اعداء الجنوب المستقل لكنه مات "وسره معه" فلم يعطه لاحد من ورثته تثق به المملكة.

وازمة ادوات المملكة في هذه الحرب انها من ذلك التيار المتجمد الذي فشل وأفشل

 

السؤال

 هل يستطيع الانتقالي ان يكسب الجولة ويقنع المملكة بجنوب كما يريده الجنوبيون ام يكسب الجولة تيار اللجنة الخاصة في تصميم جنوب كما تريده اللجنة ؟

الاجابة على هذا السؤال يصعب التكهن به الان ولو ان اقالة الفريق فهد بن تركي قائد القوات المشتركة مؤشر ايجابي