أحمد الجعدي يكتب:

من حديث الحرب.. استندوا إليّ فإنّي لكم فِنْد

في 21 سبتمبر 2014 صرخ الحوثيون من صنعاء صرخةً أشغلوا بها العرب قاطبة، ومع تلك الصرخة تخلى الجميع عن الوطن بمن فيهم إبليس الرجيم الذي لملم أشياءه ناجياً بجلده، معلناً بتواضعٍ كان في أمس الحاجة له يوم أن أمره الله بالسجود لآدم قائلاً: لا حاجة لليمنيين بعد اليوم بوساوسي.

قاتل الجنوبيون وقتها لوحدهم، وكان رأسمال المقاومة ثلاثين طلقة في قلب كل بندق وعلى طريقة الفِنْد* الزّماني كان شعار كل مقاوم استندوا إليّ فإنّي لكم فِنْد، ثم جاءت عاصفة الحزم وعاد معها الأوغاد الذين سلموا صنعاء للحوثي وفروا.

‏فر الإخوان من صنعاء التي ظلت لعقود تجمع التيارات السياسية والفصائل والقبائل ورأس المال وقادة الجيش حتى وصلوا للسلطة، وفي أول اختبار وأمام حركة صغيرة سلمت الوطن بعد أن انقلبت على كل القوى التي تحالفت معها للوصول للسلطة، تحت شعار (لن ننجر) فالنّاس قد جمعوا لنا لاستصال حزبنا وجماعتنا.

‏وبطريقة مدفوعة بالجرأة الغريبة التي نجهل أسبابها قاموا يسردون على الشعب في كل قنواتهم قصة الهروب الكبير وكيف قدموا الوطن قرباناً لبقاء حزبهم، وقالوا للوطن اذهب للجحيم، وإن كانوا لم يصرحوا بالعبارة حرفياً.

‏لعنة الله على كل ما فعلوه من يومها إلى يومنا هذا، أولئك الأوغاد: أوغاد بكل ما تحمله الكلمة من معنى..

*الفِنْد: القطعة الكبيرة من الجبل