عماد الاطير يكتب لـ(اليوم الثامن):
الإرهاب والجماعات التكفيرية
لقد أنتشر الإرهاب في السنوات الأخيرة بشكل مقلق وللأسف تم إلصاق الإرهاب بالمسلمين نتيجة قيام بعض الجماعات التي تطلق على نفسها إسلامية، وهي أبعد ما تكون إسلامية فليس هناك أي دين سماوي يدعو إلى القتل والاغتيال والتخريب بتلك الطرق التي نسمع ونقرأ عنها.
حيثُ أن جميع الأديان تحثُ الإنسان الذي كرمه الله عن باقي المخلوقات بالمحبة والتسامح والأخوة وعدم الاعتداء على حرمات الغير، أن تلك الجماعات التي نسبت ولصقت اسمها بالإسلام، فأن الإسلام برئ منها ومن تخريبها في كافة البلاد العربية.
لقد قامت تلك الجماعات بتحويل حياتنا إلى بركة من الدماء فالكثير مننا قد ذاق مرارة وقســـوة هذا الإرهاب وكيف يذهب الشباب إلى الجماعات الإرهابية ويرتدون الأحزمة الناسفة ويقتلون أنفسهم ويقتلون معهم الأبرياء الذين يسعون إلى لقمة عيشهم من خلال وعد مغلوط وهو الشهادة ومفتاح الجنة.
إن الوجه الحقيقي لتلك الجماعات هي إنها ليست جماعات إسلامي بل جماعات إرهابية وليس هدفها الإسلام ولكن هدفها المصالح الشخصية والكرسي فلو كانت تهدف إلى الإسلام فلماذا تقتل المسلمين وتقوم بعمليات انتحارية ضد الجيوش الإسلامية وتترك جيوش الاحتلال.
لقد أنتشر هذا الفيروس في جميع أنحاء العالم وخاصة في المجتمعات العربية التي تعاني البعض منها مرارة وقسوة هذا الإرهاب الأسود الذي يقوم بعمليات انتحارية لقتل الأبرياء تحت معتقدات خاطئة وكلمات من شيوخ الضلال الذي يشجعونهم على القتل والدمار والخراب.
وأصبح ينجرف نحو هذا الإرهاب الكثير والكثير من مختلف الأعمار ويزداد في جميع أنحاء البلاد والذي أدى إلى انتشار القتل والفساد والخراب وأنتشر الجمــــاعات الإرهابية بمسميات مختلفة وأصبحت لهذه الجماعات عالم خاص بها ينشرون فيه شتى أنواع الضلال والفســـــــاد ويٌخربـون العقول الفارغــــة ويجعلونهم يعتقدون أن ما يقومون به هو مفتاح الجنة والشهادة.
إن معظم المنتمين لتلك الجماعات الإرهابية ليسوا على قـدراً من الوعي والثقافــة ســـواء كانت تلك الثقافة دينية أو دنيوية، فهم أشخاص خضعوا لغسيل العقول من خلال أشخاص لها مصالح شخصية وأهداف سياسية فتم استقطاب هؤلاء الأبرياء وتم غسيل عقولهم ووعدهم بالجنة وكأن الجنة في يد هؤلاء الإرهابيين وهم من يمتلكون مفاتيح الجنة ومفاتيح النار وكذلك يمتلكون صك الشهادة وصك الجنة.
في الحقيقة إن الغرب هو من قام بصناعة الإرهاب وهو من زرع البذرة الإرهابية في المناطق العربية حتى يخلق الصراعات والفتن بين أفـراد المجتمع وعلينا أن نبحث دائمــا عن المستفيد من الارهــاب في المنطقة فعلى سبيل المثال يسكن الكثير من الجمـــاعات الارهابية في سيناء وهم قريبون من إسرائيل.
ولكن العمليات الإرهابيــة واغتيالات الجنود تتم على الجنود المصرية والغريب أنه يوجد بعض الفصائل أدت من فلسطين لكي تقتل الجنود المصرية وتركوا الكيان الإسرائيلي المحتل لبلادهم، فهل الدين ووعد الجنة يقول لهم أن يتم قتل المسلمين وعدم التعرض لمغتصبي الأرض والاحتلال.
إن مشكلة البلاد العربية التي أدت إلى ظهور هذا الفيروس الخطير فيها هي بٌعدها الكبير عن تعاليم ومفاهيم الإسلام الحقيقة والانشغال بالقضايا الفرعية والتافهة من وجهة نظري من حيث طول اللحية والبنطلون والحجاب أم النقاب ويتناسون هؤلاء أن الدين المعاملة والدين الأخلاق والدين الحرص على حياة الأخرين.
وأن الدين هو عدم إيذاء حرية الأشخاص فمن حق الجميع أن ينعم بالحياة بدون الخوف من القتل فمتى نتغير ونتحول إلى كائنات راقية تمتاز بالعقل وبالوعي وبالأخلاق فالحياة غالية والدنيا شاسعة قادرة على أن تستوعب جميع الديانات والأجناس فلماذا إذا نقتل بعضنا البعض ؟؟؟
إن هؤلاء الإرهابيين هم عبارة عن فئة مغيبة وضالة وجدت غايتها في بلادنا العربية المنتشر فيه الفساد فلجأ البعض إلى هذا الطريق وإلى شيوخ الضلال فهم قاموا باستيعابه والترحيب به وبدأ الشخص في بناء فكره من خلال آيات وأحاديث وأفكار شيطانية وغرز فكر ديني غير سليم فهم يفسرون الآيات حسب أهوائهم.
ونظراً لضحالة تفكير الشخص المنضم لهم فهو يعتقد إنهم على صواب ويؤكدون هؤلاء الشيوخ له إنه على الطريق الصحيح وفى يده الأن مفتاح الجنة والشهادة ولكنه يحتاج إلى الجهـــاد والتخلص من الفاسقين والكفـــار من وجهة نظرهم حتى لو كانوا مسلمين مثلهم ولكن لا يطبقون حكم الله فوجب قتلهم.
يجب علينا جميعاً أن نٌعيد التفكير في حياتنا فالإرهاب يحمل فكراً منحرفاً وخطير يتسم بالكٌفر والقتل ولكن كيف وصل هؤلاء الى ذلك التفكير؟ فالإجابة ببساطة إنهم لم يجدون التفكير الصحيح، فلقد انشغلت معظم الشعوب العربية بالحفاظ على كرسي الحكم والبعض الأخر اتجــه نحــو الأغــراء والتعـرية والزنا وأفعال المنكر تحت مسميات الحرية وعصر الديمقراطية والانفتاح.
يجب على جميع الدول العربية أن تتحد وتضع يدها جميعاً في يد واحدة لكي يتم اقتلاع هذا الإرهاب الأسود من البلاد العربية الذي حولها إلى بركة من الدماء وأن يتم مقاطعة أي دولة عربية تدعم الإرهاب في الخفاء وهي معلومة للجميع، فحياتنا وحياة أبنائنا في خطر طالما هذه الجماعات وتفكيرها الدموي موجود في المنطقة.