ياسر اليافعي يكتب:

كلمة توديهم .. وكلمة تجيبهم

استغرب من بعض نشطاء الجنوب على الفيسبوك كلمة توديهم وكلمة تجيبهم.

يدركون ان معركة الرياض عمرها اكثر من عام، كانت بدايتها محاولة انهاء قوات الانتقالي ومسحه من الوجود في عدن وبمؤامرة كبيرة للغاية، لكن الانتقالي صمد واثبت نفسه على الارض، وقالوا لن نعترف به ولن نقابله او نجري معه حوار الا بتسليم عدن .

 

واليوم تمكن الانتقالي من تحجيم قوى النفوذ والفساد بشكل كبير جداً بحصته وحصة حلفائه، كمرحلة اولى تتبعها مراحل بموجب تطمينات كثيرة وعديدة .

 

تمكن الانتقالي بصلابة قيادته في الرياض ورجاله على الأرض من ابعاد صفة المتمرد وبات جزء اساسي ورئيسي وشرعي في المرحلة المؤقتة القادمة وفي إدارة مرحلة الحرب وإعادة الاعمار .

بالمختصر معكم قيادة صلبة لا تلين ممثلة بالرئيس عيدروس الزبيدي لن تخذلكم، وثقوا ان القادم افضل مما كان .

الميدان له أدواته والمعركة السياسية لها دواتها وتكتيها وتخطيطها .

والانتقالي لا يعمل في بيئة مغلقة ومعزولة، ويطبق نظريات الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي بدون النظر الى العوامل الداخلية والخارجية المؤثرة .

الانتقالي يعمل في بيئة مفتوحة ومعقدة وتدخلات إقليمية ودولية، ومهمته السياسية صعبة للغاية، واصعب مما يتوقع الكثير .

لدى الانتقالي قيادة مجربة هي تقود الشارع والجماهير، ومرحلة الشارع يقود الجماهير انتهت ولم يعد لها أي جدوى في هذه المرحلة التي تشهد تطورات كبيرة واستحقاقات مهمة .

 

في الوقت الذي أرى فيه الناشطين اكثر قلقاً على مواقع التواصل الاجتماعي، اجد بنفس الوقت وفد التفاوض الجنوبي في الرياض اكثر اطمئناناً،  ليس لما يكون غداً ولكن للقادم ايضاً .

 

ثقوا بقيادتكم ولا تثقوا بمن خذلكم وباعكم وطعنكم وكان يقول الانتقالي ولد ميت !

 

في الاخير جميعنا يعلم ان القضية الجنوبية لا يمكن حلها الا وفق مسار تفاوضي ضمن الملف اليمني، وخلال مراحل وهذا ما تم طرحه من قبل، لكن الفرق انك غداً ستفاوض وانت اكثر قوة وتمكين ومتوغل بينهم وفي اوساطهم، الانتقالي قوي بعدالة القضية التي يمثلها، وبالشعبية الكبيرة التي يتمتع بها في الجنوب، واكثر قوة بقواته على الأرض، وهذه هي الرافعة الحقيقية لتحقيق انتصار سياسي قادم .

 

الوضع في عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى يحتاج وجود حكومة متوافق عليها لتقوم بمسؤولياتها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من وضع خدمي معيشي صعب، اما مرحلة تحديد مستقبل البلاد ووضع الحلول النهائية لم تأتي بعد .

بالمختصر الوصول الى الهدف البعيد لا يأتي بالقفز، ولكن عبر مراحل بعضها قد تتراجع خطوات الى الخلف للتمكن من القفز خطوات الى الامام .

نثق بقيادتنا ونسأل الله لهم والتوفيق .