ياسر اليافعي يكتب:

عدن ومواجهة الأحداث العصيبة

الحقيقة أن إيران ومنظومتها في المنطقة العربية هي من تقف خلف استهداف مطار عدن.

يعتبرون الحكومة إسرائيلية أمريكية وحسن نصر الله زعيم حزب الله كان له مقابلة في هذا الاتجاه قبل أيام.

أدواتهم المساعدة دورها تضليل الرأي العام وحرف الأنظار عن العدو الحقيقي ولو تابعتم مثلاً تغريدات توكل كرمان، وأداء قناة الجزيرة ومنظومة الإخوان ستعرفون انهم مجرد أدوات للتغطية عن الفاعل الحقيقي.. طبعاً هذا وفق شراكة بينهم.

نحن نواجه منظومة قوية وخطيرة ومجرمة لا تراعي قيما ولا مبادئ ولا إنسانية، وعلى التحالف ان يدرك مسؤوليته في دعم كل من وقف معه لأنه في الأساس هو المستهدف مما يحدث واخرها ما حدث امس في مطار عدن كان المستهدف اتفاق الرياض ودور السعودية في انجاحه.

عودوا إلى زخم 2015 سلحوا الناس بأسلحة حديثة ومتطورة، امنوا عدن كعاصمة، استعينوا بالمخلصين والشجعان واقيلوا كل القيادات العسكرية الفاشلة التي لم تحقق أي نصر أو التي لها علاقة واضحة بتركيا وإيران.

* * *

الأحداث العصيبة التي عاشتها عدن خلال السنوات الماضية جعلتها مدينة قادرة على تجاوز الصعاب والتحديات وتحويل الأزمات إلى انجازات رغم استمرار التحديات وسقوط الضحايا.

قدرها انها تواجه مجموعة من الاعداء تجردوا من انسانيتهم ولكنها ستنتصر عليهم.

خطوة طيبة زيارة وزير النقل ومحافظ عدن والتوجيه بسرعة إصلاح الأضرار وتشغيل المطار.

* * *

تابعت ردود فعل وزراء حكومة المناصفة منها تصريح رئيس الوزراء ووزير الخارجية ووزير الداخلية كانت جميعها مسؤولة وتبشر بمرحلة جديدة إلا تصريحات ناطق الحكومة راجح بادي، حاول استغلال الحادث لتحقيق مكاسب سياسية لجماعته، وهذا مؤشر سيء.

لذلك نتمنى استبداله بناطق يكون عند مستوى المسؤولية ومتطلبات المرحلة. 

* * * 

اليوم الأول من عمل حكومة المناصفة في عدن ممتاز جداً وجميع الوزراء يدا بيد يتجولون في عدن بغض النظر عن انتمائهم المناطقي والحزبي. 

ووعود من رئيس الحكومة معين بمحاربة الفساد وانزال برنامج الحكومة خلال أيام.

إصرار كبير من الوزراء على العمل من داخل عدن ومواجهة التحديات.

لا خيار امام الناس غير دعم حكومة المناصفة والوقوف معها.

نحن نواجه أعداء كثرا لا يرحمون احدا، وتفرقنا يخدمهم.

* * *

عقد أول اجتماع للحكومة في العاصمة عدن وفق ما هو مقرر لها، والزيارات التي قام بها وزير النقل ووزير الداخلية ومحافظ عدن إلى المطار، كلاها مؤشرات طيبة ورد على قصف امس وتأكيد على فشل من نفذ القصف يوم أمس.

نتمنى الاستمرار في العمل من داخل عدن وبحذر ووفق مخرجات اتفاق الرياض ودون استفزاز للشارع الجنوبي.

لم يعد هناك خيار غير توحيد الجهود لمواجهة الحوثي وتحويل عدن إلى نموذج للجميع وهذا ما يرعب الحوثي ومعه معارضي الاتفاق.

* * *

من الأخطاء الكبيرة التي حصلت أمس كان أولها نقل جميع أعضاء الحكومة بطائرة واحدة، مع ان هناك مؤشرات خطورة كبيرة بمثل هذه المجازفة.

الأمر الآخر تحديد موعد الوصول وزمن المغادرة من مطار الرياض.

وايضاً الهوشلية والعشوائية في ادخال الناس إلى مدرج مطار عدن وصالات الاستقبال والمغادرة، كان يتم الاكتفاء بكبار المسؤولين وعدد قليل جداً من القنوات ووسائل الاعلام، والجماهير التي حضرت لاستقبال اللواء شلال تبقى خارج المطار حتى يصل.

هذه أخطاء كبيرة وقاتلة، نتمنى تفاديها في المرات القادمة.

لم نتحدث عنها امس حتى لا يتم حرف الأنظار عن الحادث الأكبر الذي كان يستهدف حياة الجميع دون استثناء.

* * *

الحقيقة ان استهداف المطار كان هدفه القضاء على الجميع، الوزراء والمحافظ والقيادات العسكرية للانتقالي.

صاروخ استهدف قاعة الاستقبال، وآخر استهدف منصة التجمع عندما يلقي معين عبدالملك كلمته، وصاروخ بالقرب من الطائرة.

عملية مدبرة وفق خطة استخباراتية ذكية. 

منفذها مجرم حرب، يدرك أن المئات من المواطنين في المطار، وان مسافرين في صالة المغادرة، ومسؤولين مدنيين ليس لهم علاقة بما يحدث.

لكن فشلوا وفشلت مساعيهم.