بدون اهتمام !

مازالت ظاهرة تعاطي الآفات الضارة مثل الفوفل والشمة اليمنية القذرة وشمة ( الحوت ) الهندية وغيرها من الأنواع  كالتمبل المنتشرة بين الأطفال والمراهقين من الجنسين لا تحظى بالإهتمام والقلق اللازمين من قبل المجتمع بشكل عام سواء أولياء أمور أو رجال دين أو رجال الطب والصحة وصحة البيئة وحماية المستهلك وكل من له صلة بإدخال هذه المواد وترويجها بينهم .

بحيث يمر الأشخاص البالغين في الطريق أي طريق وأي شارع ويرى البعض منهم أطفالا في سن العاشرة أو أكثر قليلا أو ربما أقل وهم يتعاطون بعضاً من الآفات الضارة .. فلا يلقون لهم أي اهتمام ..

يدخل المدرس إلى الفصل في مدرسة الأولاد ويرى جدرانه وسقفه مخضبة ببقايا آفتي الشمة والتمبل ولا يلقي لذلك أي اهتمام ..

يحضر مدير المدرسة والمعلمون والمعلمات وساحتها مليئة بمغلفات الفوفل والشمة الهندي (الحوت) ولا يلقون لها اهتمام ..

يدخل الفتى المراهق إلى المنزل وفمه ملون بألوان التمبل والشمة والقات أمام أبويع ولا يلقون له اهتمام

تباع الشمة والتمبل والفوفل في محلات فتحت مخصوص لها أو في بقالات للمواد الغذائية وقريبة من أبواب بعض المدارس والمنازل والمساجد ولا يلقي لها أئمة المساجد أي اهتمام ولا ينهون لها حتى في خطبهم أو حلقات دروسهم اليومية.. ولا يشتكي منها المسؤولين عن المدارس ولا حتى الأهالي الساكنين في المنطقة ..

إذا كان القانون قد سمح لهذه الآفات في المرحلة السابقة ما قبل الحرب الأخيرة 2015 بدخول هذه المواد ومنح المتاجرين بها بالتراخيص اللازمة لممارسة بيعها وتصريفها وترويجها بهذا الشكل  فذلك لحاجة ما في نفس يعقوب وهي أم السلطة هي من كانت تعمل على نشر كل ذلك بين الشباب والأطفال لتدميرهم متابعة بذلك مسلسل التجهيل والتدمير لهم في بلادنا وإلا لماذا تنتشر هذه الآفات في عدن وبقية المحافظات الجنوبية فقط ومنذ ما بعد الوحدة ومن قبلها لم تكن ؟

لكننا اليوم وبعد الحرب الأخيرة وبعد تحرير الكثير من المحافظات والمناطق الجنوبية  حان الوقت أن نكون أكثر حرصا على سلامة أبنائنا ويجب على المواطنين في كل المحافظات المحررة المطالبة بمنع بيع هذه الآفات ومنع منح تجارها التراخيص الرسمية بل ومحاربتهم من قبل أجهزة الأمن وكذا كل الجهات المختصة بحماية المواطن وصحته وبيئته فما بالكم بأمر الأطفال والشباب أجيال المستقبل . والكف عن ممارسة اللامبالاة والسلبية وعدم الإهتمام بأهم أمر في حياتنا جميعا وهم أبنائنا ومصلحتهم ..

نقولها بصراحة ونحط يدنا على جرح كبير بل ونضغط عليه بقوة لنشعر ويشعر الجميع بالألم . إن أبنائنا يضيعون منّا ويضيع مستقبلهم بتساهلنا وسكوتنا على كثير من الظواهر السيئة التي تحيط بهم ويمارسونها أمام أعيننا دون أدنى إعتراض وكأنها أموراً عادية ومباحة وغير مؤثرة  .. ولكنها غير عادية وليست مباحة ومؤثر بشكل كبير وخطير بحيث وصل الكثيرين منهم إلى مرحلة التعاطي لأنواع أكثر خطورة منها وأشد تأثير وأعظم تحريم من قبل  ديننا الإسلامي الحنيف منها الحشيش والحبوب المخدرة والمهدئات والمسكنات القوية للألم من العقاقير التي يتعاطاها المصابين بالأمراض النفسية والعصبية والجنون بينما يتعاطاها أبنائنا وهم ليسوا بحاجة لها وأصبحوا مدمنين عليها وأصبحوا بحاجة إلى مراكز ومستشفيات للعلاج وبلادنا لا تمتلك حتى مستوصفا أو عيادة لعلاج الإدمان , ومن يقرر أن يتعالج يضطر للسفر إلى الخارج وصرف مئات الألوف لذلك .. كل ذلك يحدث لأننا من البداية وقفنا موقف عدم الإهتمام من ظواهر بسيطة وسكتنا عليها حتى كبرت وأصبحت مشاكل كبيرة بحاجة إلى جهود كبيرة وإمكانيات أكبر وأموال وكوادر الله أعلم ونحن في ما نحن فيه من ظروف مأساوية لا نعلم إلى أين تسيرنا كيف سيكون حال مستقبل أبنائنا مع تلك الآفات ؟

فإلى متى ستظل حياتهم بدون إهتمام ؟

سعاد علوي

14/7/2017