عبدالواسع الفاتكي يكتب لـ(اليوم الثامن):

في اليمن الرواتب صدقة لا استحقاق !

يتأخر صرف راتب الموظف اليمني ، الذي لا يكفي لشراء بدلة ملابس محترمة لطفل ، ويتعرض للخصم المزاجي بمبررات مختلفة ، كأجور نقل وحماية السيولة النقدية ، وربما في القريب العاجل ، سيفرض على راتب الموظف ضرائب ، تختلف باختلاف فئة العملة التي يستلم بها الراتب ، فمن يستلم راتبه فئة مائة ريال أو مائتين ، فضريبة نقل راتبه أكبر من  الضريبة المفروضة على راتب من يستلم راتبه من فئة الخمسمائة أو الألف.
في اليمن تصرف السلطات للموظفين راتبا ، يتراوح بين خمسين دولار ومائة دولار ، والذين جلهم يعولون أسرة مكونة على الأقل من ستة أفراد ، أي نصيب كل فرد من الأسرة  طوال الشهر من راتب من يعولهم ، تتأرجح بين ثمانية دولارات وستة عشر دولار ، هذا المبلغ الضئيل جدا ، تترتب عليه التزامات مختلفة للموظف تجاه أفراد أسرته ، كدفع إيجار المسكن وتأمين المأكل والمشرب والملبس والعلاج ، ومتطلبات الدراسة ، ناهيك عن الحصول على الغاز المنزلي ، الذي تكرمت الحكومة اليمنية بمناسبة عودتها لأرض الوطن ، بفرض جرعة سعرية جديدة عليه تصل لضعف قيمته السابقة. 
في الوقت الذي أصبح راتب الموظف اليمني ، لا يفي بالمتطلبات المعيشية بحدها الأدنى له ولأسرته ليوم واحد فقط ، ترى السلطات اليمنية أن الراتب كبير جدا ، فتتفنن في تبويب الاستقطاع والخصم منه بمبررات وحجج مختلفة ، وكأن الراتب في نظرها صدقة تهبها للموظفين لا استحقاقا دستوريا وقانونيا يجب عليها إعطاؤه للموظفين ، وبما يضمن لهم العيش الكريم لهم ولمن يعولون .