عبدالصمد الجابري يكتب لـ(اليوم الثامن):

المجلس الانتقالي الجنوبي وتطلعات الشعب

 تحمل شعب الجنوب طيلة السنوات الماضية، منذ وحدة الشؤم، وحدة النهب لثروات الجنوب، وحدة الضم والإلحاق، الكثير من المآسي والمظالم والأوجاع، لا يتسع المجال لتناولها في هذا المقال، ومروراً بالحربين التي شنت عليه في عامي1994م، 2015م والتي لا زالت قائمة تلقي بظلالها على الأوضاع في الجنوب والتي استطاع شعب الجنوب العظيم من تحرير بعض المحافظات الجنوبيه، بفضل المقاومة الجنوبية التي وحدتهم في نضالهم لطرد قوات عفاش والحوثة ولقنتهم دروساً لاتنسى، وبمساعدة من دول التحالف العربي بقيادة المملكه العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة،
 
مر الجنوب بحروب ثلاث، يناير2018م واغسطس2019م في محافظة عدن والحرب الثالثة بمحافظة أبين،تمخضت تلك الحروب بالخروج باتفاق الرياض وتسوية الخلافات بين الأخوة الاعداء (الانتقالي، شرعية المنفى ) واستبشر أبناء الجنوب خيراً في تنفيذ اتفاق الرياض، من خلال إشراك الانتقالي بأربع وزارات في حكومة الشراكه، على أمل أن يتم إشراك الانتقالي في مفاوضات الحل النهائي للأزمة اليمنية، وكان الناس ينتظرون أن تخطو الحكومة بخطوات جادة من أجل تخفيف المعاناة التي يعيشها الشعب في المحافظات الجنوبية، ولكن للأسف الشديد بعد مرور3 أشهر من تأدية الحكومة اليمين الدستورية، أمام فخامة الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي، ظلت الأوضاع في المحافظات الجنوبية أكثر سوءً ،فحرب الخدمات، وعدم صرف المرتبات لمؤسستي الجيش والأمن، وبلغ الأمر أن يعلن رسمياً، من البنك المركزي بعدن عدم توفر السيولة لدفع مرتبات مؤسسات الدولة بعدن، وتم جدولة صرف المرتبات لشهر يناير، واستمر الصرف حتى نهاية فبراير2021م
 
الأوضاع المعيشية المزرية في المحافظات الجنوبية، جراء انهيار العملة المحلية والارتفاع الجنوني للمواد الغذائية، طحن الناس طحناً لم يعد في مقدور الناس تحمل هذه الأوضاع المأساوية، وخرجت بعض الأصوات المطالبة بضرورة العمل على تحسين أوضاعهم المعيشية وان تتحمل حكومة الشراكة ودول التحالف بمسئولياتهما، في إنقاذ ما يمكن انقاذة، حتى لا تنفجر الأوضاع بغضب شعبي، لأن للصبر حدود وشعب الجنوب صبر كثيراً.
 
المجلس الانتقالي الجنوبي  وهو يلامس هموم شعبه، والانهيار المروع في الخدمات وانهيار العملة وغلاء الاسعار، والحياة المعيشية للشعب والقاسية جداً، يحاول جهد استطاعته ببحث تلك الأوضاع، مع دول التحالف وضرورة الإسراع بإخراج الشعب من تلك المآسي وتوفير الحياة المعيشية لحفظ كرامة وحياة الشعب الذي قدم الكثير من التضحيات، في الجنوب وعلى أرض المملكة، فقد كان شعب الجنوب صادقاً في التعامل مع دول التحالف باعتباره الحليف الاستراتيجي في الحرب ضد قوى الظلام التابعة لإيران والذي يدعم الشرعية لإعادتها إلى صنعاء والتي لم تكلل بالنجاح.
 
شعب الجنوب لن يصبر إلى ما لا نهاية، فللصبر حدود. وعلى المجلس الانتقالي الجنوبي مسؤولية تاريخية في إنقاذ شعبه من الظروف السيئة التي يعيشها، واثقين كل الثقة أن المجلس الانتقالي يبذل جهوداً خيرة في رفع المعاناة عن شعبه وتمارس عليه ضغوطات كثيرة من دول الإقليم لاخضاعة واملاء الشروط عليه، بهدف تمرير بعض المشاريع التي تنتقص من حق شعب الجنوب في تحقيق أهدافه باستعادة دولته وعاصمتها عدن.
 
ختاما، الجهود الدولية المبذولة من الدول العظمى والأمم المتحدة تسعى لإنهاء الأزمة اليمنية، سيما وأن اشتداد المواجهات بين السعودية وأنصار الله، ستدفع العالم للاسراع بوضع حد لتلك الحرب التي قضت على الأخضر واليابس، أن تقدر تلك الجهود شعب الجنوب وتضحياته في استعادة دولته وعاصمتها عدن، ولارجعة عن هذا الخيار والهدف، لكل شعب الجنوب، ونؤكد أن الجنوب يتسع للجميع.