عبدالواسع الفاتكي يكتب لـ(اليوم الثامن):
في اليمن تعددت وسائل القتل والمقتول واحد !
يتعرض اليمنيون في المناطق التي مازالت تحت سيطرة المليشيات الحوثية ، والمناطق المحررة ، لحرب اقتصادية شاملة مست لقمة عيشه ، وتهدد بقاءه على قيد الحياة ، وتنذر إن استمر الوضع المعيشي بهذا الشكل بحدوث إبادة جماعية ، ومع استمرار حرب المليشيات الحوثية على الشعب اليمني ، تعاني الشرعية اليمنية رئاسة وحكومة بكافة مكوناتها وأحزاب سياسية، من فقر شديد في الإحساس بالمسؤولية ، واستشعار واجباتهم نحو المواطنين ، هناك غياب للضمير الوطني فضلا عن الإنساني ، هناك سباق محموم لمن سيكن أكثر قبحا ووصولية وانتهازية .
غلاء فاحش بسبب تدهور مريع للعملة الوطنية ، انعدام تام للخدمات الأساسية ، رواتب الموظفين لا تكاد تفي في أحسن الأحوال لشراء ملابس محترمة لطفل ، انهيار للريال اليمني ، توقف عجلة الإنتاج ، ارتفاع نسبة البطالة ، وانعدام فرص العمل ، توقف تصدير الغاز والنفط ، كل ذلك وسع من عذابات اليمنيين وآلامهم ، وفي ذات هناك من يبني ثروته، ويوسع من استثماراته ، على حساب جراج وجوع ملايين اليمنيين .
تظل معاناة اليمنيين الحياتية مدعاة لكثير من اللاعبين ؛ للتأثير في مجريات الأحداث، وركوب موجة تذمر المواطنين من ظروفهم المأساوية؛ بسبب الفساد المستشري في مؤسسات السلطة الشرعية وإخفاقها في إدارة الملف الاقتصادي ووقف انهيارالعملة الوطنية .
يفترض بالسلطة الشرعية أن تقدم في المناطق المحررة نموذجا إداريا ، يخفف من معاناة الناس ، يفترض بمسؤولي الشرعية أن يجوعوا كبقية الناس ، أن يبحثوا عن إسطوانة الغاز كالمواطن ، وأن يصابوا بأمراض الضغط والسكري والمعدة والقولون ؛ نتيجة عجزهم عن سداد إيجار مساكنهم ، أوعدم قدرتهم على شراء ملابس لأطفالهم أو علاجهم ، كالمواطن سواء بسواء ، أما أن يضعوا أيديهم على بطونهم من تخمة الأكل ، كوضع الفقير يده على بطنه من ألم الجوع، فالمعادلة غير موزونة ، إن لم تتدارك السلطة الشرعية الأمر ، وتوزن المعادلة ، قد يزنها الشارع وينتج معادلة جديدة قد لا تكن في الحسبان .