ميلاد عمر المزوغي يكتب لـ(اليوم الثامن):
الكاظمي في الرياض.. التوازن الإقليمي واستقرار البلاد
ما يقرب من العقدين على التدخل الدولي والإقليمي السافر في الشأن العراقي وحال البلد من سيء الى اسوأ,ربما وجدت ايران الفرصة السانحة في التدخل وبشكل علني في العراق,ساعدها في ذلك مجموعة من الحركات السياسية والأيديولوجية والشخصيات التي تعلن ولاءها وبدون خجل لإيران,حجتها في ذلك (طرد) المستعمر الامريكي ليوهمونا بأنهم وطنيون بالدرجة الاولى,ويبعدوا عنهم صفة العمالة المتجذرة في اعماقهم ومن الصعب اقتلاعها من كياناتهم الهلامية دون ازاحتهم عن المشهد السياسي حيث يتصرفون وفق ما يمليه عليهم اسيادهم وأولياء نعمتهم ,فلولاهم لبقوا في اوروبا يفترشون ارصفة الطرقات,او يعملون كنواذل في اسواق النخاسة,فرحين بما يتحصلون عليه من دراهم معدودة لا تسد رمقهم لكنهم وللأسف تعودوا على عيش الذل والمهانة والخنوع للأجنبي وتنفيذ اجنداته التي ادت الى تقسيم الامة العربية بل الى تفتيها اربا اربا ومن ثم الاستحواذ على خيراتها,والعودة بسكانها الى القرون الوسطى,عصر الانحطاط الاخلاقي والعوز والبطالة وانتشار الجريمة.
العديد من ساسة العراق الذين يريدون الخروج من عباءة ايران ادركوا ان الامن والاستقرار في العراق لن يكون إلا بإقامة علاقات متوازنة مع جيرانه العرب,وان الناي بالنفس عن اخوته العرب او مناصبتهم العداء لم يكن موفقا,بل نتائجه كارثية,تربعهم على عرش العراق دون منازع فاقم ازمات الشعب العراقي,فإيرادات بيع النفط ومشتقاته رغم ارقامها الخيالية لم تتحرك عجلة الانتاج قيد انمله,والسدود التي كانت تولد الطاقة الكهربائية اصبحت ضحلة فتوقفت المولدات واعتلاها الصدأ,بسبب سياسة تركيا الاردوغانية في اقامة السدود على نهري دجلة والفرات ما جعل دول المصب تشهد حالة من الجفاف وتدني الانتاج الزراعي والحيواني.
زيارة الكاظمي الى الرياض,سبقتها زيارات لساسة عراقيين مرموقين منهم,مقتدى الصدر ,حيدر العبادي وغيرهما,ولكن هل كانت تلك الزيارات فعلا لأجل عودة العراق الى حضنها العربي ام لإرضاء فئة من الشعب وامتصاص غضبه والتخفيف من نقمته؟ ما يمكننا قوله ان تلك الزيارات لم تكن نتائجها مرضية .
قيل عن الكاظمي انه رجل امريكا في العراق,فهل حقق شيء ايجابي للشعب العراقي تخفف عنه اعباء المعيشة اثناء توليه السلطة؟ وهل ساهم في دحر تنظيم الدولة داعش الذي يتمدد على كامل تراب العراق؟وهل قام بحل الخلافات مع اقليم كردستان ونهبهم النفط العراقي وتصديره خلسة عبر تركيا؟هل طمأن السنة العرب وهدّأ من روعهم وان العراق لكل العراقيين بمختلف مذاهبهم واعراقهم؟
ترى هل ادرك الساسة العراقيون ومعظمهم ان لم نقل جلهم من الطائفة الشيعية حيث يسيطرون على معظم مراكز اتخاذ القرارات وأنهم ينتهجون منطق المغالبة لا التحاور فهم يمثلون حسب رأيهم 60%من الشعب العراقي الذي لم نكن نميز بين ساسته وعلى مدى عقود من الزمن اهو شيعي ام سني ام كردي.
ان احداث توازن في العلاقات مع دول الجوار كفيل بتهدئة الامور ونبذ الفتن,وان العالم العربي تتزعمه او لنقل بصريح العبارة من لديها مفاتيح اللعبة : قوتان اقليميتان هما ايران الشيعية والسعودية السنية وان تعاون هاتان القوتان سيجلب الخير للمنطقة بأسرها وبالأخص العراق,السفينة التي تتقاذفها الأمواج.وعلى هاتان الدولتان ان تدركا أيضا ان عدم تفاهما لن يبقيهما بمعزل عن الاحداث الدموية التي قد تحدث في اية لحظة بسبب التركيبة العرقية والمذهبية,لعن الرب الفتن وموقظها.