د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):
حديث الذكريات (22).. لباس المرأة العدنية
لباس واسع يتميز بالزخارف والنقوش ويتكون من قماش الويل وهو سادة ويلبس داخل المنزل أما الثوب الخاص بالأعراس والمناسبات فهو من قماش الجرجيت الطبيعي ويطرز بخيوط ذهبية أو فضية كما تلبس المرأة العدنية الدرع خارج البيت مع ارتداء رداء قطني تحته وتلبس فوقه العباءة السوداء أو البالطو كما توجد أنواع أخرى مثل الكبانة المذيل والطاس والدمس وغيرها
عدن كانت سوقا حرة معفية وارداتها من الرسوم إلا البعض منها تفرض عليها رسوما رمزية وتتوفر في عدن معظم السلع ومن جميع أنحاء العالم ..السيارة المرسيدس الألماني بسعر 25 ألف شلن ،والسيارات الأوبل بسعر أقل وكانت تستخدم "تاكسي " الساعة الرولكس السويسرية المذهبة ب 1200 شلن ،والراديو هات والمسجلات الفليبس الهولندية بسعر 300 شلن !!.والكاميرات كوداك الألمانية ب400 شلن ..وينزل عشرات الآلاف من السياح في طريقهم إلى استراليا والى أوربا عبر ميناء عدن ويتسوقون مختلف أنواع لبضائع لرخصها إلى جانب الصناعات المحلية والمشغولات اليدوية من محلات التواهي الراقية .
كما يوجد في محلات عدن المعاوز اللحجية المصنوعة من خيوط الحرير الياباني ولها عدة مصانع والمفرد "معوز" والجمع "معاوز" ويعد " السعيدوني" أفخمها وأغلاها سعرا ويعد من أفخر الملبوسات الرجالية ولها ألوان جميلة جدا وتشتهر لحج بصناعة تلك المعاوز وتحتكرها وتتفوق في صناعتها .وقد كانت المعاوز ملبوسات الأمراء والسلاطين والشيوخ والوجهاء والموسرين
كما تباع في تلك الأسواق العمائم أبو نجمة والدساميل الحريرية الطويلة التي كان يلبسها مهراجات الهند في حيدر أباد، ويلبسها في تلك الأيام السلاطين والأمراء والشيوخ في الجنوب ..
أما الفوط فحدث ولا حرج تبدأ بالفوط الشعبية الشهيرة المستوردة من الهند 80*80 وسعرها 14 شلن في تلك الأيام، وكذلك فوط أبو تفاح، ومولانا، وفوط السمرندا الحريرية الغالية التي تصنع في اندونيسيا ،أما الكوافي المطرزة والرسوم المحفورة من الخيوط البيضاء فلها معامل خاصة وتجيد تطريزها بعض النساء.
ويمتاز أهل عدن بالأناقة في لباسهم ونظافتهم وهم قوم ظرفاء لديهم حس مرهف مع ذوق راق، كما يمتازون بالذكاء وخفة الظل والعلم والثقافة وسرعة البديهة ولا يجاريهم أحد في سرعة النكتة ولهجتهم لطيفة ظريفة، ويقول عن ذلك الشاعر العدني: مسرور مبروك
عاشق زري ابن حافتنا يلبس ويتعطر
ماشي معه في الكمر عانه
وكتب الأديب والشاعر لطفي جعفر أمان عن ذلك فقال:
طفران ولا بيسه وبيتي في الخيسه
لا ايركنديشن إلا حمى النيسه
البحر قدامي خايف من الحيسه
السيارات في عدن
كانت شوارع عدن تموج بالبشر من كل الأعراق والأجناس والألوان..فيهم الهنود والصومال والفرس والانجليز واليهود والعرب .. تبدأ الحياة فيها من الصباح الباكر حتى ما بعد منتصف الليل.. حركة تجارية مزدهرة.. ومحلات عامرة بشتى أنواع السلع وشوارعها مزدحمة بالسيارات ومنها: المرسيدس – فيات – اوبل – فولكس فاجن الخ، وأهل عدن يمتازون بالمرح وحسن المعشر.. يحترمون الغريب وقلوبهم مفتوحة لجميع البشر من كل الأديان والأعراق..
قهاوي عدن:
من أشهر القهاوي في كريتر:
قهوة "زكو" وتقع في الزاوية ..تقاطع الميدان مع مدخل السوق الطويل، وتتكون من قسمين: قسم داخلي.. وقسم خارجي يزينه سور صغير من الحديد المشغول وتنتشر داخل الفناء طاولات وكراسي.. وتقدم القهوة لروادها الشاي العدني مع الحليب و جوزة الطيب والماء البارد.. كما تقدم معه وحسب الطلب بعض الفطائر العدنية الشهية، وتقدم كذلك شراب الثريب الحامض المحلى بالسكر ويقدم باردا في كاسات زجاجية جميلة.
كما إن هناك قهوة "فارع" التي تبيع الشاي العدني، كما تبيع الحليب البارد ، وكنا نرتاد هذه الأماكن عصرا عند ذهابنا إلى كريتر.
ويتميز الشاي العدني بنكهته الفريدة وهو شاي مستورد من كينيا وتنزانيا في تلك الأيام ولونه اسود غامق ومن أشهر ماركاته (777) و ( عصب والا ) ويغلى على النار حتى يفرز عصارته ثم يضاف عليه الحليب السائل والهيل أو جوزة الطيب وطعمه ومذاقه جميل للغاية ويحمله النادل في كاس أبيض جميل الشكل مع صحن يسمى "السيسر" وإذا كان الزبون في عجلة من أمره يصبه على دفعات في الصحن ليبرد من حرارة الجو .
وبعض القهاوي توفر إلى جانب الشاي ( الخميرة ) و (الملوح ) خاصة في الصباح الباكر .
د. علوي عمر بن فريد