د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):
إلى الخونة الذين يبيعون أوطانهم !!
إن سجلات التاريخ؛ تحفظ لنا الكثير من قصص الجواسيس، التي تصلح لأن تكون عبرة لمن يعتبر. ومنها على سبيل المثال: أن القائد العسكري الشهير (نابليون بونابرت)؛ عندما شعر بالانكسار نتيجة خسارته في معركة (اسبرن)، طلب من ضباطه أن تكون المعركة استخبارية، وبدأ ضباطه يبحثون عن جاسوس نمساوي يساعدهم على الدخول الى النمسا، من خلال نقطة ضعف في الجيش النمساوي، وبعد جهد جهيد، وسعي حثيث، عثروا على رجل نمساوي كان يعمل مهربًا بين الحدود، واتفقوا معه على مبلغ من المال إذا هم استفادوا من معلوماته. فدلهم الخائن على منطقة جبلية يوجد فيها جيش نمساوي قديم، لكون المنطقة شبه مستعصية .وبالفعل.. تمكن الجيش الفرنسي من اقتحام المنطقة واحتلالها، وبعد أن استقر الوضع لفرنسا؛ جاء الخائن النمساوي لمقابلة (نابليون بونابرت)، فأدخلوه على الإمبراطور وكان جالسًا في قاعة كبيرة، وما إن رأى (نابليون) ذلك الجاسوس النمساوي؛ حتى رمى له بقبضة من النقود في صرة على الأرض؛ ليأخذها ثمن خيانته وجزاء أتعابه، فقال الجاسوس- كعادة أمثاله: سيدي العظيم؛ يشرفني أن أصافح قائدًا عظيمًا مثلك. فرد عليه نابليون: أما أنا فلا يشرفني أن أصافح خائنًا لوطنه مثلك. وانصرف الجاسوس، وبصق عليه نابليون من وراء ظهره..!! وكان كبار القادة جالسون عنده، فتعجبوا من تعامل نابليون مع الجاسوس؛ على الرغم من أهمية الأخبار التي نقلها لهم؛ وكانت سبباً في انتصارهم. وسألوه عن السبب فأجاب (نابليون) بعبارة هي من أروع عبارات التاريخ الحديث عن الخائن والخيانة. ماذا قال..؟ قال:
(إن الخائن لوطنه، هو كمثل السارق من مال أبيه ليطعم اللصوص، فلا أبوه يسامحه، ولا اللصوص تشكره)
كم بصقة تنتظرها جباه الخونة لوطنهم وأهلهم، من ملالي إيران، ، ومن زعماء الإرهاب في داعش، والقاعدة ، وقادة التحريض، وشيوخ التأليب باسم الجهاد الإسلامي !!
يقول هتلر : (أحقر الأشخاص الذين قابلتهم هم هؤلاء الذين ساعدوني على احتلال بلدانهم )
في اللحظات الحرجة التي يحتاج فيها الوطن إلى وقفة أبنائه، ستجد هؤلاء صامتين، رغم أن الصمت في أوقات الأزمات خيانة للوطن، لأن مصالحهم الشخصية المتفق عليها مع العدو ستتعارض لو فعلوا، يبيعون أوطانهم وكأنهم يبيعون كوز ذرة على قارعة الطريق !!
يقول غازي القصيبي (الوطن رغيف الخبز والسقف والشعور بالانتماء والدفء والإحساس بالكرامة).
رغيف الخبز اليابس الذي تأكله بكرامتك وبين أهلك وفوق ثرى وطنك ولو كنت تسمع صوت تكسره بين أسنانك، أشرف لك من مائدة فاخرة تجلس باحتقار على طرفها وكل لقمة فيها مغموسة بالمهانة والذل، لأنك تعلم يقينا أنه وإن كان سقف بيتك مشيدا من ذهب فأنت في النهاية مجرد سلعة تم شراؤها وسيتم بيعها عندما يتم الاستغناء عنها !!
ـــ لا شيء يبرر خيانة الوطن، ولا عذر للخائن في خيانة وطنه، حتى من تخون وطنك لمصلحتهم، ستجدهم أكثر الناس احتقارا لك وعدم ثقة بك فمن يبيع وطنه سيبيع كل أوطان الأرض !َ!
د. علوي عمر بن فريد