عبدالله جاحب يكتب لـ(اليوم الثامن):

هل أتاك حديث سفينة (آهلين) وموارد مديرية رضوم المالية !

كل شيء في مديرية رضوم ، يسير عكس التيار ، وكل مافيها يوحي بأنها خلقت من أجل غيرها ، وكل مافيها من خيرات وثروات تبعث وتصدر لغيرها ، ومايبعث لها وإليها إلا " نعوش " و" توابيت " الموت الحتمي والبطىء على أرصفة وطرقات التهميش والاقصاء والتجاهل والإهمال .

مديرية تقبع في الدرك الأسفل من تردي الخدمات الأساسية والضرورية التي تكفل للمواطن البسيط العادي أبسط مقومات الحياة والعيش الكريم ، وترسي بين الشهر والأخرى على مراسي شواطئها " سفينة " يطلق عليها أسم " اهين " كفيلة بأن تجعل من نغمة المديرية الخدماتية " نعمة " تظل حديث الساعة والزمان والحدث والمكان .

ترسي سفينة ( اهلين ) في ميناء النشيمه لسحب حوالي مليون برميل من النفط الخام ، قيمة تلك الحملة حوالي 72 مليون دولار ، حملة تلك السفينة لمرة واحدة كفيل وشفيع بأن يجعل من مديرية رضوم في محافظة شبوة ( دبي أو أبوظبي ) .

لم يقتصر القهر والوجع الذي يخيم على مديرية رضوم على سفينة ( اهلين ) وحسب فالموضوع أبعد وأكبر وأعمق من ذلك بكثير جداً .

حيث أن هناك في المديرية ما يجعلها لا تنتظر سفينة اهلين وحسب ، التي لا تجني منها غير التمتع بجمال طولها وعرضها ، والنظر إليها من على بعد أمتار من سواحل المديرية ، فهناك مواردها التي وحدها كفيلة ببناء وإنشاء عشرات المشاريع في المديرية .

تظل مديرية رضوم في محافظة شبوة حانبة ، وتنبح أصواتها سنين وأعوام من أجل مشروع الكهرباء والطريق وإيصال المياه .

وتبقي مديرية رضوم في محافظة شبوة تبحث عن خط اسفلتي من العرم إلى منطقة المطهاف ، وتناشد ليل نهار من أجل طريق الحامية رضوم ، وموارد المديرية في اليوم الواحد تجاوز ال ( 20) مليون ريال ، ويتحدثون عن شحة الإمكانيات المادية بين أياديهم وموارد المديرية بمقدورها خلع جلباب التردي الخدماتي والتنموي خلال فترة زمنية محددة وقصيرة لا تتجاوز العام .

يتحدثون عن نقص وشحة وانقطاع الدعم المادي ويتم أخذ ( 5 ) ريال للتر " الديزل " و" بترول " من الناقلات القادمة من المكلا ونشطون وأكثر للخروج من خارج المحافظة ، ويتحدثون عن الشحة المالية وكل ناقلات توصل من مديريات المحافظة " 2" ريال ، وكل ذلك ، فقط في المحروقات بخلاف شحنات المواد الغذائية التي يتراوح بين( 100_50)الف ريال وكل ذلك يمر ويرسم في مديرية رضوم في محافظة شبوة .

وتظل وتبقي مديرية رضوم قابعة بين حديث سفينة آهلين وبين مواردها المالية ، التي لم تطعم المديرية من جوع الفقراء والبطالة ، ولم تأمن حاجة المديرية من البنية التحتية وابسط مقومات المشاريع التنموية والخدمية .