منى بوسمرة تكتب:

مع "الدحيح" ضد معاول الهدم

حملات مغرضة تنطلق من أجندات تخريبية تترصد النجاحات والمبادرات الإيجابية، بتنا نراها تتكرر أخيراً، من مصادر مفضوحة أمام الجميع بما تحاول أن تضعه من عراقيل في طريق كل نجاح يتحقق، ورغم أنها حملات لا تستطيع أن تصمد في وجه قوة الإرادة التي تقف خلف المبادرات النبيلة، فإنها تعمل كأدوات تشويش على المساعي السامية التي تمتاز بالجد والمثابرة لنشر التنوير والمعرفة والارتقاء بالعقل العربي ومواهب وقدرات الشباب، مثل تلك الغايات التي ترتكز عليها أكاديمية الإعلام الجديد.

آخر هذه الحملات كان الاستهداف المشبوه الذي أطلقته بعض وسائل الإعلام العربية وبعض المغردين ضد برنامج "الدحيح"، وهو استهداف واضح للجميع بما يحمله من غايات سلبية، فتسييس المحتوى العلمي الذي يقدمه البرنامج هو من ناحية مصادرة للعقل واستهتار بالفهم، لغياب أي رابط منطقي بين الجانبين، ومن ناحية أخرى فهو يزج بشعارات من الأولى فيمن يقدر قيمتها، أن يبتعد عن استخدامها كمعاول هدم لكل ما يفتح دروب النهوض بشباب الأمة ومعارفها وحضارتها ومستقبلها.

أكاديمية الإعلام الجديد، التي أعادت إطلاق برنامج الدحيح عبر منصتها الأكاديمية أخيراً، لم تؤسس غاياتها على أهداف سياسية، وإنما نشأت، وسط هذا الكم السلبي الهائل من البرامج التي لا أثر لها إلا تسطيح العقل العربي بما تبثه على وسائل التواصل الاجتماعي، لتكون منصة توازن هذا الدفق غير الهادف، بمحتوى إيجابي، وذات أثر فاعل في صناعة جيل جديد محب للعلم والمعرفة والقيم النبيلة، قادر على قيادة تطلعات أمته.

تستند الأكاديمية اليوم إلى نجاحات مبهرة، ربما هي من أغاظ طابور السلبيين، فالأكاديمية استطاعت خلال عام واحد تدريب ما يزيد على 35 ألف شاب من 46 دولة حول العالم على صناعة المحتوى الثري والإيجابي، وتفوق من خلالها الكثير من المؤثرين، وأثرت المحتوى العربي على وسائل التواصل بهؤلاء جميعاً ونتاجهم المميز والاستثنائي.

والرد الأول والأكثر مصداقية على الأجندات الخبيثة، جاء من خلال المتابعين لبرنامج "الدحيح"، والمغردين من الشباب العربي أنفسهم، الذين أثبتوا وعياً كبيراً ووقفوا دفاعاً عن هذا البرنامج الذي يقصر همّه على تعزيز المحتوى العربي العلمي التخصصي بأسلوبه الجاذب، وزيادة اهتمام الشباب العربي بمجال العلوم، وهو أمر بالغ الأهمية يضع البرنامج في المقدمة كنموذج للمبادرات التي يعول عليها في تحقيق التغيير الإيجابي المنشود.

الخلط بين القضايا السياسية، والمبادرات الهادفة للنهوض بالشباب العربي، بكيل تُهم التطبيع وغيرها، خلط لا يرتكز إلا على أجندات تدميرية، ولكن هذه الظلامية لن تستطيع أن ترفع الأسوار أمام دفق النور الذي يشع من مصابيح أصحاب القيم والغايات النبيلة، لتمهيد دروب المستقبل العربي المشرق.