ياسر اليافعي يكتب:
الاشقاء في السعودية من حقكم ولكن ليس الان
تزايدت هذه الأيام الاخبار التي تتحدث عن ترحيل جميع من يحمل الجنسية اليمنية، من مناطق جيزان ونجران وعسير والباحة، سواء كانوا موظفين مع الجهات الحكومية او في القطاع الخاص، سواء كانوا اكاديميين او أطباء، او مهندسين، حيث تم اشعار الجميع وبشكل غير رسمي بضرورة المغادرة وخلال فترة لا تتعدى 4 اشهر .
ومن خلال الرسائل التي توصلنا من مغتربين، اكدوا صحة هذه الإجراءات، وقالوا انهم يستعدون فعلاً للمغادرة، بعد منع تأجيرهم المنازل وقبول أولادهم في المدارس، وتجديد عقود الموظفين الذين انتهت عقودهم.
المغتربين تحدثوا عن مأساة حقيقية تحدث لهم، خصوصاً ان الكثير منهم يعيش في هذه المناطق منذ سنوات طويلة هم وعائلاتهم، وأولادهم لا يعرفون حتى اليمن وارتبطوا بالسعودية، ودرسوا في مدارسها، وخططوا لمستقبلهم فيها .
قالوا ان البعض دفع ايجار عام كامل، والبعض دفع رسم الجامعات والمدارس، والبعض دفع رسوم تجديد الإقامة له ولعائلته، وبمبالغ كبيرة جداً، يصعب استرجاعها، وهم ما يعني مضاعفة معاناتهم .
هؤلاء المغتربين الذين اعداداهم بالألاف، لم يعد امامهم المزيد من الخيارات غير العودة للبحث عن مستقبلهم ومستقبل أطفالهم في بلد انهكته ودمرته الحرب، وهو خيار صعب وقاسي في ظل كل هذه الظروف .
نحن لا نقف ضد قرارات المملكة في الأخير هذه بلدهم ومن حقهم اتخاذ الإجراءات التي يرونها مناسبة لهم اقتصادياً او امنياً وسياسياً .
لكن ما نتمناه ان يتم مراعاة ظروف الحرب التي تعيشها البلد وسيطرة مليشيا الحوثي على مقدرات الدولة، وما تعيشه المحافظات المحررة من أوضاع صعبة نتيجة الحرب، وخصوصاً ان السعودية على رأس هذه الحرب وهي طرف رئيسي ومؤثر فيها.
الحوثي لن يستمر الى الابد، هو مرحلة وتنتهي، ولكن الحدود اليمنية السعودية والعلاقات الطيبة بين الشعبين تستمر الى قيام الساعة مثل ما استمرت عبر التاريخ، وهذه الحقيقة يجب ان يدركها الاشقاء في السعودية.
لا احد مستفيد من هذه الإجراءات غير الحوثي، الذي يستغلها اعلامياً للتحريض على السعودية وكسب المزيد من المقاتلين والدفع بهم الى الجبهات.
والحوثي مشروع إيراني خارجي، ينفذ اجندة ايران المعادية للسعودية، فلا تساعدوا ايران لتحقيق هدفها، في ظل هذه المرحلة العصيبة التي تعيشها المنطقة بشكل عام واليمن بشكل خاص .
صحيح فترة الحرب طالبت بدون حسم، وهذا يطرح اكثر من استفسار واستفهام للشعب السعودي، لكن الأمر ليس بيد المغترب الذي هرب اصلاً من الظروف الصعبة التي تعيشها اليمن، هناك شرعية تتواجد في الرياض فيها رئيس الجمهورية ووزير الدفاع، ورئيس الحكومة، وجيش من الإعلاميين والوكلاء والمساعدين، هم من يتحمل إطالة الحرب، واي اجراء يجب ان يكون ضدهم وليس ضد المغترب .
نأمل من قيادة المملكة العربية السعودية ممثلة بالملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان، ووزير الدفاع خالد بن سلمان النظر في معاناة المغتربين وتأجيل إجراءات الابعاد حتى يتحقق السلام في اليمن وتنتهي الحرب .