د. صلاح الصافي يكتب لـ(اليوم الثامن):

المتدين والسياسة

هل يتقاطع الدين مع السياسة؟؟، كلنا يعرف أن الرجل الأول في الدين الإسلامي الرسول محمد (صل الله عليه وآله وسلم)، جمع بين السلطة الدينية والسياسية، وهكذا استمر الحال في زمن الخلافة الراشدة، واستمر الوضع عندما تحولت السلطة إلى حكم وراثي في العهدين الأموي والعباسي، ولنعكس الوضع هذا على واقع الحال العراقي عندما تصدى رجال الدين للسلطة بعد سقوط النظام الدكتاتوري البغيض الذي جثم على صدور العراقيين لأكثر من خمسة وثلاثون سنة.

كما هو معروف أن الدين مستقر والسياسة متغيرة فهل يمكن لرجل الدين السياسي أن يتغير كما هو حال السياسي؟.

رأينا أن المتدين السياسي عندما يتسنم المنصب يقصي الآخر ويتعكز على الطائفية للبقاء في المنصب من خلال زرع الخوف في النفوس من الآخر، وأن كل الأحزاب الإسلامية من كل الأطياف بطبيعتها أحزاب طائفية سواء كانت شيعية أو سنية.

والآن وبعد فشل المتدين السياسي الذي تصدى للسياسة في بناء دولة، كانت النتائج اهتزاز صورة رجل الدين عند العامة، لأن صورة رجل الدين الماثلة في فكر المواطن البسيط أنه يمثل القيم والمثل العليا وكان لمحاضرات الشيخ الوائلي رحمه الله الذي تصدى للحالات المجتمعية السلبية باسلوب ومنهج دخل قلوب المواطن من كل الطوائف وهو الذي أدى أن يقوم النظام السابق بتشكيل لجنة من اساتذة الفقه والدعاة للوقوف بوجه هذا المد وهذا ما ذكره دكتور حميد عبدالله في برنامجه (ذاكرة الأيام).

وعلى ذلك نرى أن مشروع المتدين الإسلامي فشل في بناء دولة، وانعكاساته واضحة من خلال موجة الإلحاد التي يتصدرها العراق.

حتى قبول المتدين السياسي بالديمقراطية ليس على أساس أنها منهج وسلوك إنما القبول بها للوصول للسلطة لأن المتدين السياسي يعتبر نفسه أكبر من الجميع لأنه يعتبر نفسه نخبة وهو متفوق على الجميع استناداً إلى الارث الديني وعلى المتلقي الاذعان لا غير.

البلد على شفا حفرة فهل هناك ما يبشر بالتعيير؟؟، نعم هناك متغيرات على الأرض فلم تفلح بعد الآن هوسات (علي وياك علي)، واصبح الشيخ الصغير يلقب بأبو النستلة، تهكماً في الشارع العراقي.

انتهى وقت الضحك على الذقون والانتخابات على الأبواب والمتغيرات كثيرة.