سهى الجندي تكتب:
ساعات ويسطع نجم إكسبو 2020
أجواء احتفالية في الامارات وعروسها الساحرة دبي، فهي تستعد لافتتاح الحدث الأعظم في العالم، في كرنفال يزدان بكل ألوان قوس قزح والنغم الشرقي والغربي والعامل المشترك هو الطرب للحياة والحضارة والازدهار، وقد تفننت الأجنحة في عرض إبداعاتها وابتكاراتها، لتغري الزائرين وتسحرهم وتجذبهم، وهو سباق العظماء النزيه الذي يتنافس بعدل وإنصاف، على وقع شوق العالم الى مد الجسور والتفاعل والتبادل المثمر.
يتسع المكان للقريب والغريب ويمتد الزمان الى ستة أشهر من طنين النحل الذي يجمع العسل ليقدمه صافيا الى دبي، أيقونة الشرق الأوسط، التي قضت ثماني سنوات في التزين لهذا العرس العالمي، الذي يحضره القاصي والداني، أتوا برا وبحرا وجوا ليستأنسوا ويتنفسوا هواء نقيا بعد حصار كورونا، فقد عملت دبي على تطهير أرضها منه لكي يكون العرس أخضرا وحيا في ذاكرة كل من حضر بعد سنين. وقد احتشد آلاف الشباب من المواطنين والوافدين، بعضهم في وظائف رسمية وبعضهم متطوعون لكي يقوموا على خدمة الزائرين بالبشاشة والحبور بشكل عفوي وتلقائي، لكي تكون دارهم دار كرم وحفاوة ويرسلون رسالة الى العالم مفادها "الامارات دار الإخاء والنماء" .
بعد حفل الافتتاح مساء هذا اليوم، غدا يفتح إكسبو 2020 أبوابه للزائرين، وتتوجه الأنظار الى دبي، وينشغل الناس بتخطيط الرحلة الى مكان الحدث من حيث مسار الرحلة وموقف السيارات وترتيب زيارات الأجنحة والاستراحة وتناول الطعام ومن سيأتي من العائلة والأقارب والأصدقاء وهل يذهبون في سيارة واحدة أم يذهب كل في سيارته، وتنهمك خطوط الاتصالات بالرد على السائلين، إنه كسر للروتين الرتيب، وبات كل فرد مشاركا حتى لو كان بعيدا عن مركز الحدث، ويشعر أنه معني بهذا الحدث ويخصه شخصيا، بدافع السياحة المحلية وحب الثقافة والمعرفة والرغبة الشديدة في إنجاح الحدث وجعله متميزا، وقلما تستطيع الدول استقطاب الناس ودمجهم في خططها الوطنية إلا إذا كسبت قلوبهم وثقتهم أولا وهذا ما برعت به دولة الامارات، فإذا بالطفل الصغير يقول "إكسبو" لكثرة ما تردد على أسماعه في المنزل.
لحظات تأملية تنقل الانسان من فكرة لأخرى سريعا كلما وقع نظره على إبداع جديد وابتكار مذهل، وسوف يشتغل العقل كما لم يشتغل من قبل، فيقارن بين الدول، ويركز على الدول التي تخصه ليرى موقعها النسبي بين هذه الأجنحة، ويظهر في رأسه مائة سؤال مثل "هل نحن أكفاء؟ هل نحن في مستوى التنافس؟ لماذا تخطف هذه الدولة الأضواء؟ هل هناك أمل؟" والتفكير هو بداية التغيير، وعندما يكون الحافز عليه إكسبو 2020 فسوف يفكر الانسان في الاتجاه الصحيح، ويطالب بخلق الفرص وإطلاق الطاقات المكبلة والحق في الحياة الكريمة كغيره من الشعوب الراقية.
طالما سعت الامارات الى تحفيز الناس بالمناسبات الإقليمية والدولية والمنافسات الإبداعية ولها هدف واحد من كل ذلك وهو رفعة شعبها، وكم يحتاج العربي الى مثل تلك الرؤية، حيث يسير الحاكم بوصفه قائدا يحفز الشباب ويفتح لهم الآفاق ويبحث عن الطاقات ليستثمرها لتعود بالخير على الوطن والمواطنين، ويهرول من مكان الى آخر، ويجعل نفسه مرئيا ومتاحا للجميع، لكي لا يصحو الناس بعد حين، فلا يجدون شيئا فيندمون