سهى الجندي تكتب:
بثمن لوحة يا قطر
يتزاحم آلاف الشباب في غزة للحصول على تصريح عمل في إسرائيل التي احتلت الأرض واستعبدت أبناءها، فصاروا يتزاحمون للعمل لديها في أرضهم المغتصبة ليحصلوا على شيء بسيط من خيرات بلادهم، وهو أمر يدمي القلب لأن إسرائيل أخذت الأرض وصادرت كرامة شعبها، فلماذا يسعى أهل غزة للعمل لديها؟ ألا يدعي بعض الأعراب نصرة غزة؟ لماذا لا يغيثونها؟ أم أن نصرة الإسلام والإسلاميين هي نكاية وتسجيل مواقف لستر العورات؟ بثمن لوحة واحدة يا قطر يمكنك أن تزجي الملايين لغزة.
بالطبع ستقول قطر أن ذلك غير ممكن وإسرائيل لا تسمح بذلك. إذن كيف اتهمت غزة بأن صواريخها ايرانية؟ وكيف أمكن لإيران تهريبها الى غزة؟ يبدو أن الدول تتلاعب بأهل غزة دعما لمواقفها السياسة واستدارا للتعاطف الجماهيري حين يسقط الشهداء تباعا، أما في الخير الحقيقي، فلا يمكن إغاثة أهل غزة لأن إسرائيل لا تسمح، ولكنها سمحت بتهريب الصواريخ!
إن لدى قطر لوحات فنية يشتريها أغنياء قطر بالملايين في مزادات عالمية، وهم يتنافسون في ذلك. أما حين يصبح الأمر متعلقا بالنصرة الحقيقية لوجه الله، فإنه يصبح مستحيلا. فكيف دخلت الصواريخ اذن؟ يبدو أن هناك من يتلاعب بحماس وهي تستجيب بسرعة وتتعامى عن آثام حلفائها باسم الاسلام. هل هذا هو الاسلام؟ هل يأمر الاسلام بتهريب الصواريخ ولا يأمر باقتسام الزاد بين المسلمين؟ ألا تتجاوز قيمة اللوحات الفنية في قطر المليارات؟ ألا يمتلك أغنياء قطر محلات لبيع المجوهرات تقدر قيمتها بالمليارات؟ هل صعب عليهم تهريب مليار دولار الى غزة لكي لا يقفوا بباب إسرائيل وقوف الكريم بباب اللئيم؟
إن كل تصرفات الاسلاميين تجعل الناس ينفرون منهم ويفقدون الثقة بهم، لأنهم كاذبون ويأخذون من الإسلام ما يتماشى مع مصالحهم ولا يأخذونه بكليته ولو كانوا مسلمين حقا، لسخروا أموالهم في خدمة الاسلام وتحرير البلاد الإسلامية، وفي الواقع أن كل الإسلاميين يفعلون هذا ويجدون نصوصا شرعية تبرر نذالتهم وكذبهم. فالإسلام ليس مجرد عبادات وشعائر دينية بل يتعدى هذا بكثير، ولا يجيز الترف مع احتلال أرض المسلمين، واذا أفتى شيخ بغير ذلك، فهو لا يفهم الاسلام جيدا.
إن كل مواقف الاسلاميين تجعل الناس يطالبون بالعلمانية وإقصاء الدين عن الأمور الدنيوية لأن الناس يستغلون الدين للكذب والدجل والهيمنة على الناس وستر العيوب وتبرير الأفعال الشانئة وتحقيق مصالح دنيوية. ترى الرجل خسيسا ونذلا، ولكن اسم الله والرسول يرددان في حديثه ألف مرة ليقنع الناس أنه مستقيم ونزيه. إن رجلا ملحدا ملتزما بالعدل والنزاهة ونظافة اليد خير ألف مرة من رجل مسلم يقتنص الفرص لتحقيق مصالحه الخاصة يتلاعب بالإسلام حسب مصلحته الدنيوية.
على من يدعي التحالف مع حماس والاسلاميين أن يكفيهم شر العوز والحاجة بدلا من تركهم يتزاحمون للحصول على عمل في إسرائيل، بصورة تكشف زيف هذه النصرة وهذا التحالف.