علي ثابت القضيبي يكتب:
ما هي خلفيات دعمكم لسلطاتنا العابثة؟!
اليوم أُغلقت الحلقة تماماً ، ولم يعد لدى الناس مجالاً للمناورة بهذا الاتجاه أو ذاك ، لأنّ مداخيلهم تآكلت تماماً ، ولم تَعُد تفي بشيء ليضعوه على مائدة أطفالهم ، أي هي الكارثة عينها ، وهذه خطّطت لها السلطة بحذقٍ ، وتنفيذاً لإملاءات العرّابين الكبار ، والغاية الدّفع إلى الانفجار الشعبي الذي لن يبقِ ولن يَذر .
هذا هو سيناريو الفوضى الخلاقة ، وهو استمرار الإنهاك والتضييق على الشعب وتجويعه ، لأنّ لعبة الحرب هنا أفشلها جنوبنا عندما استمات وطرد الحوثيين من جغرافيته مبكراً ، كما فشلت كل ألاعيب الفتنة الداخلية التي خططت لها السلطة عبر بيادقها في جنوبنا ، ولأن الجنوب بيئة طاردة لكل مارق ، لذلك لم يبقَ إلا التركيع بالتجويع .
هنا يصل المسلسل الى ذروته ، بل الى الخيارات الصعبة حقاً ، لأن الواقع يقول لنا اليوم : (تكون أو لا تكون) ، وهي معادلة ليس بين طرفاها مفاضلات ، فإما أن تموت جوعاً أو تتسوّل أو تنهب لِتقتات وتعيش ، أو (أن تكسر القيد) ، أي لا خيارات مغايرة .
إنّ أبشع صور الحسرة ترسمها تعابير وجوه شعبنا الجنوبي من الإقليم تحديداً ، وقد عوّلنا عليهم كثيراً ، وبمجيئهم قلنا : ( جاءَ الإخوة لنصرتنا ) ، وكانت البدايات مُبشرة حقاً ، لكن بانطواء الأيام ، وباستطالة سنوات الحرب عبثاً ، فقد تكشّفت الحقائق الصّادمة ، لأنّ الإقليم لم يُناصر إلّا السلطة الفاسدة وحسب ! بل السلطة المُنصاعة لمخطّطات الخارج لتركيعنا وتشريدنا .
السلطة عطّلت ودمّرت مصفاة عدن عمداً ، وهذه توفر ملايين الدولارات التي نشتري بها النّفط من الخارج اليوم ، وبذلك يشحٌ الدولار ويرتفع سعره ، ومعه ترتفع كل مواد غذائنا ، وكذلك استنزفت الموازنة بعبثها المعروف ، ونَهبت كل موارد مبيعات نفطنا المحلي ، وكلٌ هذا ظلم جائر ، والإقليم يدرك كل هذا جيداً ويصمت ، بل يستمر في مناصرتهم !
بكل صدق وبصوتٍ عالٍ أيضاً نقولها: (إنّ الإقليم والسلطة مجرّد أدوات مفضوحة للعرابين الدوليين ومخططاتهم لإنهاكنا ضمن مشروعهم للشرق الأوسط الجديد ) ، هذا يستدعي انتهاج خيارات جنوبية مصيرية على الانتقالي أن ينهض بها ، وأولها حجب كل موارد جنوبنا ، أو ما يقع تحت اليد على الأقل الآن ، ويُسير بها أمور بها أمور جنوبنا ، عدى ذلك هو الارتهان لطغيان العرّابين ومن في فلكهم في الإقليم وسلطة الإفك ، لأنّهُ بصمتنا سوف يضطر جنوبنا ليتسوّل أو يتشرّد في الأصقاع ، أو ينهب بعضه ، إذ لا خيارات أخرى مطروحة على الطاولة ، أليس كذلك ؟!