ميلاد عمر المزوغي يكتب لـ(اليوم الثامن):

وأخيرا استقال وزير الإعلام اللبناني جورج القرداحي

لم يهنا في منصبه ,حوسب على كلام قاله يوم ان كان شخصا عاديا, ذنبه انه من بلد تتقاذفه الامواج وتحيط به الاعاصير, الدولة العربية المجاورة لكيان العدو ولم تعترف به, بل اذاقته الامرين واجبرته على مغادرة اراضيها بفعل ارادة ابنائها الذين ضحوا بأنفسهم واموالهم ليعيشوا احرارا فوق ارضهم,ويحدثوا نوعا من توازن الرعب, ليس كبقية الدول التي تمتلك جيوشا واقدمت صاغرة ذليلة على توقيع اتفاقيات مع العدو لاسترجاع اراضيها تحت شروط مذلة ومهينة بل واقدمت على التطبيع الكامل.

تصريحه تسبب في سحب سفراء دول الخليج من لبنان وطرد سفراء لبنان لديها وتحذير رعاياها بعدم الذهاب الى لبنان ,اما العمالة اللبنانية بها ورغم التأكيد على عدم المساس بها, الا انه لا يمكن الوثوق بذلك ,فسيتم معاملتهم وفق معتقداتهم الدينية وآرائهم السياسية.

طلب اليه رئيس حكومته الاستقالة, بادئ الامر لم يستجب, علّ الحكومة تتدارس الامر وتدرك ان استقالته ليست الهدف (كما صرح السعوديون لاحقا) بل الوسيلة للاذعان وتنفيذ الشروط المخزية للدوران في فلك المنبطحين والمطبعين والذين باعوا تراب وشعب فلسطين لأجل حماية عروشهم من السقوط الذي سياتي حتما وان تأخر قليلا, فإرادة الشعوب المغلوبة على امرها ستنتصر, حماة العروش لن يدوموا والمصالح تتغير ويلقى بهؤلاء في مكب الخيانة والعمالة.

استقال القرداحي تاركا المهمة لفرنسا, حيث يقوم رئيسها بزيارة السعودية والمنطقة ,قد يقوم بتليين موقف السعودية وعودة الامور الى سابق عهدها, خاصة وان فرنسا انقذت رئيس حكومة لبنان المحتجز لدى السعودية والذي اجبرته على الاستقالة من منصبه بعد ان دعته لزيارة رسمية اليها, ولا تزال السعودية غير راضية على اداء الحريري ولم تعد تعتبره ممثل السنة في لبنان, بل ساعدت في انشقاق بعض الرموز السياسية اللبنانية عن محوره الذي كان يوما ما يمثل اكثر من نصف الطيف السياسي .

هل يستطيع ميقاتي –المعتدل ان يفك عزلة حكومته خليجيا, وبالتالي ينال رضاهم؟ يدرك ميقاتي كما غيره ان تصريحات القرداحي لا تستوجب كل هذا الجفاء في العلاقات, وان المطلوب هو محاولة جر لبنان الى محور التطبيع مع كيان العدو, المضحك في الامر ان المطبعين يقولون بانهم فعلوا ذلك لأجل فلسطين!, عن اي فلسطين يتحدثون؟ فلسطين بدون شعب, وقد ضرب العدو باقتراحات العرب والخليجيون على وجه الخصوص بمبدأ الارض مقابل السلام عرض الحائط, يقضم الارض الفلسطينية بوتيرة متسرعة بحيث اصبحت الضفة الغربية مقطعة الاوصال بفعل المستوطنات, ومن ناحية اخرى هرول اليه العرب وبعض المسلمين فرادى وجماعات واقاموا معه امتن العلاقات.

استقال القرداحي ليثبت للجميع بانه لم يبحث يوما عن منصب, فهو ارفع من كل المناصب السياسية التي تدور حولها الشبهات, فمن لا يستطيع العمل لصالح الشعب عليه التنحي وترك المجال لغيره, أما عن ميقاتي الذي دعاه الى تقديم استقالته, فنحن على يقين تام بانه لن ينال شيئا ,وسيظل لبنان الخندق الامامي والوحيد لمجابهة برنامج التطبيع ,وسيعود الفلسطينيون المقيمون على ارضه يوما الى ديارهم المغتصبة رغم المحن, فما ضاع حق وراءه مطالب,وطز في مليارات الخليج التي يحاولون بها طأطأة الرؤوس وانحناء الهامات والتفريط في المقدسات.          

ميلاد عمر المزوغي