د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):
هل يتشظى اليمن إلى سبع دويلات ؟؟!!
من خلال متابعتي لما يجري في اليمن من تحليلات محايدة أو حتى من لكتابها حاجة في نفس يعقوب أو أهداف خاصة لدولهم إلا أنها لم تعد تنطلي على أحد يمكن القول أنني قد لخصتها في النقاط التالية :
ورد في مقال لغريغوري دي جونسين الباحث بمعهد السياسة الخارجية بمركز الشرق الأدنى للسياسات أوضح فيه أن اليمن لن يعود إلى التقسيم بين الشمال والجنوب قبل عام 1990، وبدلا من يمن واحد أو اثنين، فالآن هناك دويلات صغيرة قد تصل إلى سبع دويلات في مناطق يسيطر عليها عدد متزايد من الجماعات المسلحة، وكل منها لها أهداف ومسارات مختلفة .
وعدد الكاتب مناطق السيطرة لكل واحدة من هذه القوى، حيث قال :
-إن المرتفعات الشمالية يسيطر عليها الحوثيون، وعلى طول ساحل البحر الأحمر، يقود طارق صالح ابن شقيق الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح مقاتلين متمركزين على الخطوط الأمامية للحوثيين في الحديدة .
-في الداخل، في تعز، يسيطر الحوثيون على الجزء الشمالي من المحافظة، وتسيطر قوات حزب الإصلاح على مدينة تعز وجزء كبير من الريف جنوب المدينة.
-يسيطر المجلس الانتقالي الجنوبي على مدينة عدن الساحلية الجنوبية بعد طرد قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي في أغسطس/آب 2019. ويدعم المجلس الانتقالي الجنوبي والوحدات العسكرية التابعة له الإمارات التي تعارض حزب الإصلاح "على أساس علاقاته بجماعة الإخوان المسلمين ."
-تنشط شمال عدن، جماعة أخرى مدعومة من الإمارات، هي كتائب العمالقة التي يقودها السلفيون في لحج. ويفضل العديد من هؤلاء المقاتلين الانفصال أيضا ولكنهم يرفضون قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي .
-في مأرب، موقع هجوم الحوثيين الحالي، يسيطر الإصلاح.
-حضرموت فهي مقسمة بين قوات النخبة الحضرمية المدعومة من الإمارات والتي تسيطر على الساحل، والوحدات التابعة للإصلاح في الداخل .
-محافظة المهرة، على الحدود الشرقية لليمن، تسيطر عليها جماعات شبه عسكرية.
-يسيطر المجلس الانتقالي الجنوبي على جزيرة سقطرى. وتمسك وحدات هادي "مثلث القوة" اليمني، حقول النفط والغاز في مأرب وشبوة وحضرموت .
-هذه الجماعات المسلحة المختلفة لا تتمتع بالقوة الكافية لفرض إرادتها على بقية البلاد. ومع ذلك، تمتلك كل هذه المجموعات تقريبا ما يكفي من الرجال والذخيرة للعمل لإفساد أي اتفاق سلام وطني يشعرون أنه لا يعالج مصالحهم بشكل كاف !!
والأمر الأكثر إثارة للقلق، حسب رأي الكاتب، هو حقيقة أنه كلما استمر القتال، زاد احتمال ظهور المزيد من الجماعات المسلحة .
وإذا أخذنا ذلك في الاعتبار، حسب المقال، مع حقيقة أن اليمن لديه اقتصاد يتقلص باستمرار، فإن مجموعات أكثر فأكثر ستتقاتل في المستقبل على موارد أقل وأقل !!
-إن (أصحاب) جهود السلام المختلفة لا يبدو أنهم يدركون ذلك، كما أن القرار الذي اتخذه هادي بتقسيم البنك المركزي عام 2016، جعل لليمن اقتصادين منفصلين، إذ يتم تداول الريال بسعر في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، وسعر آخر في عدن !!
-إن تفكك اليمن يضع عددا من التحديات أمام أميركا، إذ إنها لن تعترف بجميع أمراء الحرب والجماعات المسلحة المختلفة التي تسيطر على الأرض ، ولكنها في الوقت نفسه تخشى المخاوف الإنسانية ومخاوف اللاجئين و ممرات الشحن في البحر الأحمر.
-ان الحرب لن تضع أوزارها وقد أنهكت الشعب اليمني وقد وصلت ارتداداتها نحو الاقليم والمنطقة .
وبناء على ما سبق يمكن القول :
- القضية اليمنية قضية إقليمية ودولية بامتياز، لعب العامل الخارجي فيها دوراً رئيساً ومحركاً فعليا لأحداثها ولم تفلح كل الجهود الدولية في حلها خاصة أن اليمن تقع تحت الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة.
- الحرب، عززت من قدرات الحوثي ، فيما باتت الحكومة الشرعية أكثر ضعفا وشتاتا وعجزا في القدرة على الامساك بزمام الأمور .
- أنتجت الحرب واقعا غير مألوف تعدى الجغرافيا اليمنية ليصل إلى المحيط الإقليمي والمنطقة لإطالة أمد الصراع وتدويل القضية اليمنية والتدخل الخارجي الحاد والمباشر فيها !!
وفي هذا السياق يقول الباحث السياسي اليمني، ثابت الأحمدي :
"لأحداث اليمن ارتدادات كبيرة على المحيط الاقليمي والمنطقة تمت بناء على مخططات دولية وإقليمية باتت مكشوفة وواضحة".
ويتابع "جيوسياسية الجزيرة العربية واحدة، وهو ما يستدعي على الدول الكبيرة أن تمتد عيونها الى خارج حدودها السياسية، ذلك أن الحدود القومية الجيوسياسية لأي بلد لا تتوقف عند الحدود السياسية لها"..!!
وختاما نسأل الله الخير والصلاح لليمن وأهله وأن يعم السلام عموم الجزيرة العربية والخليج العربي وأن يرد كيد الأعداء الفرس والطامعين في نحورهم والله المستعان .
د. علوي عمر بن فريد