حركة مجاهدي خلق تكتب:

إيران... صراع الارادات

تتراكم مظاهر وتداعيات اليأس والقلق والعجز في تصريحات وتلميحات نظام ملالي ايران، مع دخول الانتفاضة الشعبية التي تشهدها البلاد شهرها الثالث، واحداثها المزيد من التحولات داخل المجتمع الايراني، الذي بات اكثر اصرارا على التغيير من اي وقت مضى.

 ظهر ذلك واضحا مع اشارة حميد رضا مقدم فر المستشار الثقافي والإعلامي لقائد قوات الحرس الى ان بث بذور اليأس، الخوف، الشعور بالاقلية، لدى قوات الجبهة الثورية بين تكتيكات العدو، قول خامنئي في خطابه الاخير ان “الاستكبار” استخدم كل إمكانياته لإحداث اليأس والتأزم في عقول الناس، وخاصة الشباب، وأهم مؤشر لإثبات الود لايران تجنب خلق اليأس، وتصريحات رئيسي التي جاء فيها أن استراتيجية العدو هي خلق اليأس، داعيا لتجنب تعبيرات مثل “لا نستطيع، لا يمكن” إلى “نحن نستطيع”.

تظهر في تصريحات الرتب الاقل، التي تتولي قمع المنتفضين بشكل مباشر، تفاصيل اخرى، فقد  تطرق العميد رزمشاهي السكرتير في القيادة العامة للحرس إلى مواجهة جيل خدع بتلميحات العدو، مشيرا الى ان ذلك لا يقتصر على الشباب، مشددا على ان فقدان الأمل يعني نجاح العدو في جهوده، وكشف محافظ مازندان قبله عن قيام بعض المديرين بتحليل ما سيحدث في المستقبل، داعيا الى فتح الاذان، “لان العدو سيتعامل معهم أولاً، ويرسلهم إلى المشنقة” في حال انتصاره، ويعبر رجال دين من امثال احمد علم الهدى ـ والد زوجة رئيسي ـ عن يأسهم بالاشارة الى ان السقوط يحدده رب العالمين.

يحاول خامنئي ورئيسي بث الامل باعادتهم اسباب الانتفاضة الى كراهية وحسد الأعداء والاستكبار، الذين لا يتحملون رؤية تقدم النظام وحكومة رئيسي، يطلق مسؤولون آخرون وعودا جوفاء، بعضها مثير للسخرية، كما هو حال قائد الحرس حسين سلامي الذي قال ان “الأعداء خائفون ويرسلون إلينا بانتظام رسائل من عدة دول بعدم الهجوم” و قائد فيلق الحرس في أصفهان  الذي تجاوز الحد في الحماقة بقوله “سنأتي برئيس وزراء إسرائيل إلى إيران ويداه مقيدتان ونضع طوقا حول رقبته” وقائد قوات الباسيج  محمد زهرايي الذي خاطب عناصر الباسيج قائلا “لا تقلقوا، لا تسمحوا أن يدخل القلق في قلبكم، للثورة صاحبها الذي يحفظها”.

يكشف تعبير المسؤولين الحكوميين عن عجزهم مدى اتساع الامل لدى المنتفضين ووحدات المقاومة، ويقينهم بالنصر، وزيادة حماسهم، واصرارهم على استمرار الانتفاضة، حتى التغيير الذي يقترب يوما بعد يوم، الامر الذي ظهر واضحا في تصريحات سابقة للقيادي في الحرس اسماعیل كوثري حول استجوابه لشباب الانتفاضة “كنا نقول إن والدك وأمك جاءا، نريد أن نسلمك، قال هذا المعتقل لا أريد أن أذهب على الإطلاق، في غضون يومين أو ثلاثة أيام لن تكونوا هنا، ينتهي الأمر، ونتسلم الحكم”.

تعبر معادلة اليأس المتراكم لدى الملالي، والامل المتجذر في نفوس المنتفضين عن صراع الارادات الذي ستكون له الكلمة الفصل بين نظام متآكل ينتمي للعصور الوسطى وشعب يبحث عن المستقبل.