افتتاحية حركة مجاهدي خلق:
إيران... الشوط الاخير
خرج الايرانيون الى شوارع عشرات المدن الكبيرة والصغيرة، واطلقوا الالعاب النارية احتفالا بهزيمة منتخب الملالي لكرة القدم امام المنتخب الامريكي، وتعبيرا عن ابتهاجهم بخسارة نظام الولي الفقيه فرصة استغلال الحدث الكروي في اشغال الناس عن المطالبة بحقوقهم الاساسية والحريات الديمقراطية، ومعلنين الدخول في “الشوط الاخير” من المواجهة المستمرة منذ اربعة عقود.
جاء الخروج غير المسبوق عالميا بعد استعدادات النظام لتوظيف النتيجة التي كان يفترضها، في خلق وقائع شعبية تحد من حماسة الشارع للانتفاضة، لكن النتيجة التي لم تكن متوقعة خيبت اماله، وجاءه الرد سريعا من الايرانيين.
وجه الايرانيون بخروجهم الى الشارع رسائل واضحة للملالي، مفادها ان عدوهم هو النظام الحاكم، وانهم باقون على خط المواجهة المستمرة منذ 43 عاما، حتى اسقاط حكم الملالي، واحداث التغيير.
اظهروا وهم يطلقون العابهم النارية في سماء المدن انسجاما مع ما عبرت عنه الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة مريم رجوي حين اشارت الى ان الايرانيين يعتبرون وقوف اي شخص في أية مهنة أو منصب إلى جانب هذا النظام، موقفا ضد الوطن والشعب.
الصفعة التي وجهها الايرانيون لنظام خامنئي بخروجهم الى الشارع واحدة من ثمار 43 عامًا من عمليات التوعية التي قامت بها منظمة مجاهدي خلق لفضح شعبوية الاستبداد الديني وجرائمه بحق الشعب الايراني و شعوب المنطقة وديماغوجيته امام العالم، فلم يقع المجاهدون في فخ ادعاء خميني للإسلام، ولم يصوتوا لدستور على أساس مبدأ ولاية الفقيه.
كشف المجاهدون طبيعة حرب خميني المدمرة والمعادية للوطن التي أراد أن يخوضها تحت شعار “فتح القدس عبر كربلاء” وحطموا ماكنته الحربية باجباره على تجرع سم وقف إطلاق النار، سلطوا الضوء على مشروعه السري لصنع القنبلة الذرية الذي حاول اظهاره بصورة الانجاز العلمي، وخطة تصدير ولاية الفقيه إلى دول المنطقة، كما فضحوا اللعبة المبتذلة والمنافسة السخيفة بين “الاعتدال” و”التشدد”، وشعارات الإصلاحات.
وقدمت الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ قرابة الثلاثة اشهر مساهمة فعالة في انضاج وعي الايرانيين وتحويله الى ممارسة على الارض رغم كل مظاهر وممارسات القمع والكبت التي يمارسها النظام.
يقوض الشعب الايراني بيقظته دعاية خامنئي الذي أراد استخدام كرة القدم والمنافسة الرياضية في حرف الأنظار عن الانتفاضة، ويخوض “الشوط الاخير” من حربه الضارية مع نظام القرون الوسطى بوعي اعمق، وفي ذلك بشارة من بشائر انتصار انتفاضته الوطنية وثورته الديمقراطية، واقترابه من فجر الحرية الذي يلوح في الافق.