افتتاحية حركة مجاهدي خلق:
إيران... منعطف الولي الفقيه
اظهرت احتقانات اجتماع مجلس الشورى الملالي الذي عقد مؤخرا حدة المنعطف الذي يقف امامه نظام الولي الفقيه، وحالة التوتر التي احدثتها الانتفاضة الشعبية في العلاقة بين حكومة وبرلمان الملالي، ورشح بعض مظاهرها الى وسائل الاعلام الرسمية.
تناولت وكالة الانباء الرسمية “ايرنا” تذمر إبراهيم رئيسي العلني من البرلمان، تحذيره من اتخاذ قرارات خاطئة، ومطالبته بتعامل النواب بإنصاف في أحكامهم حول اداء الوزراء والمديرين، واحتدام الجدل بين النواب والوزراء، مما ادى الى صعود رئيس المجلس محمد باقر قاليباف الى المنصة والمطالبة بالهدوء.
تعيد مظاهر التوتر الى الاذهان خطأ حسابات خامنئي حين وصف تعيين رئيسي بانه “حلاوة العام الماضي” حيث تحولت الحلاوة الى مرارة، تذكره بفشل العملية الجراحية التي اجراها في هرم سلطته، لم يكن الجدل الاخير في البرلمان اول مظاهر الفشل، بقدر ما هو دلالة على خروج الخلافات عن السيطرة، تحت تأثير الانتفاضة المستمرة منذ قرابة الثلاثة اشهر، فقد قام بعض أعضاء البرلمان بجلد رئيسي وحكومته غير الفعالة ووزاراته المعلقة.
تجاوز البرلمان طلبات خامنئي المتكررة بعدم استجواب و مساءلة الوزراء، ادت ضغوطات النواب الى اقالة ثلاثة منهم، وما زال قاليباف يطالب بإقالة اخرين، فيما يلوح عضو لجنة الامن في البرلمان رحيمي جهان أبادي برفع الغطاء عن الحكومة اذا لم يتم اصلاحها، وبفعل هذه الضغوطات تلقى النواب وعدا من الناطق باسم الحكومة بهادري جهرمي بعشرة تغييرات ادارية على المستويين الوطني والمحلي مع نهاية الشهر الجاري.
تأتي التطورات المتلاحقة داخل نظام الملالي امتدادا لمسار الاحداث التي تكرس نبوءة قائد المقاومة مسعود رجوي بعد تنصيب رئيسي، حين اكد في اغسطس من العام الماضي على ان تنصيب سفاح مجزرة 1988 منعطف لمسار ولاية الفقيه نحو الهاوية، وسقوط السلطة الدينية في ايران.
اخفاق رئيسي في الادارة والتنظيم احد جوانب فشل العملية الجراحية التي اجراها خامنئي لنظامه، حين اراد تشكيل حكومة موحدة من خلال الجمع بين رئاسات ابراهيم رئيسي ومحسن إيجئي وقاليباف، لاحكام سيطرته على السلطات الثلاث، في محاولة لمنع اندلاع الانتفاضة التي كان يرجح قدومها، وجاءت رغم اجراءاته.