افتتاحية حركة مجاهدي خلق:

إيران... فوبيا العسكرة

يتزايد تململ اوساط الملالي ووسائل اعلامهم من سياسة الانكار، التي يتبعها الولي الفقيه مع الانتفاضة الشعبية المستمرة للشهر الثالث على التوالي، مما ادى الى حالة من التجاذب، بين دعوات التصعيد، والبحث عن حلول سياسية، دون ان تغيب عن المتجاذبين مخاوف العسكرة.

يتوقف اعضاء في مجلس الشورى عند استمرار الانتفاضة لمدة 82 يومًا، وترافقها مع فوضى النظام، مع اشارات لتصريحات بان ما يجري لم يعد احتجاجًا بل تهديدا لأمن واستقرار النظام، الامر الذي يصفونه بالوضع الحرج، فيما ترى تقارير صحفية ان بعض الكلمات فقدت معناها مع استمرار الانتفاضة، مثل ما قاله خامنئي عن “بساط الشرور الذي ستتم لملمته”، تصريحات اخرين بأن “اليوم هو نهاية الاضطرابات”، او “محافظات البلاد في حالة هدوء”، مشددة على أن استمرار الانتفاضة طوال هذا الوقت أظهر أن هذه الدعايات عديمة الجدوى، لدرجة أن كتّاب النظام أمثال محمد مهاجري يكتبون بسخرية عن هذه العبارات.

رد بعض صحف النظام على مجموعة يمثلها رئيس تحرير صحيفة كيهان حسين شريعتمداري المقرب من خامنئي، والرافض للتسامح مع “مثيري الفتنة” والداعي للتعامل بصرامة مع المنتفضين على غرار ما حدث في نوفمبر 2019، بالتشديد على أنه في الوقت الذي تزداد موجة الاحتجاج في البلاد، لن يؤدي استخدام السياسات القسرية والقهر والقوة إلى تهدئة الأجواء، بل يزيد من التوترات، اتساع اطار الاحتجاجات، والسلوك الراديكالي.

اللافت للنظر في جدل اوساط نظام الملالي التقاء تحذيرات بعض هذه الاوساط من تصاعد التوترات وخطورة التعامل الصارم، ورفض اوساط اخرى للتسامح مع “مثيري الشغب” عند نقطة الشعور بعمق المأزق الذي يمثله مسار الانتفاضة وعجز الولي الفقيه عن ايقافه.

والواضح من خلال هذه التطورات وغيرها ان أجهزة ووحدات النظام تفكر في توقيت دخول الانتفاضة مرحلة اكثر خطورة، فلم يعد التفكير في نهايتها واردا، يثير قلق هذه الوحدات والاجهزة عدم اتخاذ النظام الاجراءات الكافية لتجاوز المرحلة، وتحذر خامنئي من ذلك.

تقود حالة الجمود واليأس التي يعاني منها النظام الى بلوغ ميزان القوى بين السلطة العاجزة والانتفاضة الهادرة الدرجة التي تضع حكم الولي الفقيه في مواجهة احتمالات أكثر راديكالية عبرت صحفه عن مخاوفه منها.

ابرز التحديات التي يخشاها نظام الملالي، فاقد الرؤية، والمتأرجح بفعل العجز، في المرحلة الراهنة، هو الانتقال من “اعمال الشغب” الى “العمل المسلح” وبمعنى آخر “عسكرة الانتفاضة” حيث يشير الاعلام الحكومي الى اكتشاف شحنات ذخائر على الحدود.