افتتاحية حركة مجاهدي خلق:

إيران... قطيعة مع الخضوع

تتوالى ردود المنتفضين الايرانيين على رسالة التهديد، التي وجهها الولي الفقيه بارتكابه جريمة اعدام المنتفض محسن شكاري، والتي كان مفادها ان الاعدام مصير الذين يقفون في وجه نظام الملالي، حتى لو لم يتجاوز الاحتجاج اغلاق شارع.

امتد فعل المنتفضين في يوم اعدام البطل شكاري والايام اللاحقة ليغطي مختلف انحاء البلاد، من مدينة كجساران إلى شيراز، ومن كرج إلى بندر عباس، ومن مشكين شهر إلى دزفول، ومن بهشهر ورشت إلى شوش وشوشتر، ومن كلبايكان إلى مرودشت ونكا، من يزد وشيراز إلى إسفراين وإيلام، من مشهد إلى أمل وأصفهان وهرمزجان، حيث تم إضرام النار في قواعد للباسيج، وحوزات للجهل والجريمة ورموز حكم الملالي، لتهتز الأرض تحت أقدام المتعطشين للدماء.

اطلق المنتفضون صرختهم من طهران إلى زاهدان وخاش وتفتان وغيرها، هتفوا بصوت واحد “قسما بدم الرفاق، سنبقى صامدين حتى النهاية” و”خامنئي السفاح سندفنك تحت التراب” في الوقت الذي رفع أنصار المقاومة الايرانية في برلين وغيرها من مدن العالم صور البطل شكاري مع هتافات بالموت الحتمي للطغاة، مؤكدين عزم الشعب الإيراني على إسقاط النظام والاستمرار بحمل رسالة الشهيد حتى النهاية، وتجاوب العالم مع غضب الايرانيين بموجة من الإدانات الدولية والعقوبات الجديدة، ليهوي نظام العصور الوسطى الى مزيد من العزلة.

اثمرت الردود رعبا في اوساط الملالي، حيث نأى بعض هذه الاوساط بنفسه عن الجريمة محذرا  من عواقبها على النظام، عبر بعض وسائل الاعلام عن امتعاضه من الاعدام براحة بال، كما فعلت صحيفة فرهيختكان التابعة لولايتي المستشار المقرب لخامنئي، صرح المعمم مرتضى مقتدائي  بان عقوبة الاعدام لا تطبق على كل من صدر بحقه حكم الحرابة، فيما قال  المعمم رحمت ان عقوبة تخويف الناس واغلاق الشارع لا تصل للاعدام.

نشر خامنئي أخبارا عن تعليق بعض الأحكام، في محاولة يائسة لتنفيس الاحتقان الذي اعقب جريمة اعدام شكاري وفي ذلك دلالة على عدم فهمه للدروس التي تعلمها الايرانيون من معاناتهم خلال الأربعين عامًا الماضية.

يدرك الايرانيون الذين يخرجون الى الشوارع للمطالبة برحيل الملالي، والاحتجاج على جرائمهم ان القوة والعزم والنار اللغة الوحيدة التي تفهمها الوحوش المعممة في نظام الولي الفقيه، الامر الذي عبروا عنه باعلانهم القطيعة مع الخضوع، واطلاقهم هتاف “يا قوم لا تخافوا، سيرحلون، الخنوع محظور” خلال مراسم دفن الشهيد شكاري.