افتتاحية حركة مجاهدي خلق:

إيران... العالم امام مسؤولياته الاخلاقية

اوغل نظام الولي الفقيه في سياسة الاعدامات التي يتبعها لوقف الانتفاضة الشعبية في ايران، باعدامه الثائر مجيد رضا رهنورد في مشهد، مع مرور اربعة ايام على اعدام محسن شكاري، متجاهلا ردود الفعل الشعبية والدولية على هذه السياسة.

جاء اعدام رهنورد شنقا برافعة الاثقال، في ظلام الليل، دون اعلان الموعد، بعد ثلاثة اسابيع من اعتقاله، بحضور حشد من عناصر الحرس والباسيج، وكان واضحا من التدابير التي اتبعت انهم يريدون رفع معنويات اجهزتهم، مع تجنب حدوث مواجهات في المدينة.

أظهر خامنئي باقدامه على هذه الخطوة أنه لا توجد امامه طريقة للسيطرة على الانتفاضة، المتصاعدة، والمستمرة، غير الإعدام والقتل، الذي يترتب عليه عواقب سياسية واجتماعية، فمع كل اعدام تخرج شرارة غضب وكراهية الى برميل البارود، ويصبح الايرانيون اكثر يقينا  بأن النار وحدها الجواب على النار.

تقترب الانتفاضة من شهرها الرابع، وهي تكرس حقيقة ان خامنئي لا يعرف غير لغة القوة والعزيمة، وتعزز القناعة بأن النظام الفاشي ـ الديني يتجاهل المناشدات الدولية، نداءات أعضاء مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والقرار الصادر عن هذا المجلس، باصراره على سياسة الاعدامات.

يدفع نظام الولي الفقيه الراي العام العالمي، المتفاعل بقوة  مع انتفاضة الشعب الإيراني الى تبني مطالبات المقاومة الإيرانية المستمرة منذ سنوات، والمتمثلة في الإقصاء الكامل لحكم الولي الفقيه عن المجتمع الدولي، ووقف الحوارات الجارية معه بحجة تقويم سلوكه البربري.

خاطب قائد المقاومة مسعود رجوي العالم، في رسالته التي اعقبت اعدام رهنورد، مطالبا بالكف عن “التشدق بالكلام وذرف دموع التماسيح على شعب إيران عن بعد” ليضع الضمائر امام مسؤولياتها.

رسالة المقاومة للعالم، التي جاءت على لسان قائدها، واضحة لا لبس فيها “إذا كنتم صادقين في كلامكم، أغلقوا سفارات النظام، ألغوا جوازات سفر المرتزقة، قوموا بترحيلهم، واعترفوا بضرورة تفكيك قوات حرس خامنئي ووزارة المخابرات، وحق الايرانيين في مقاومة وإسقاط الفاشية الدينية” فلم يعد خافيا على احد ان الافعى لا تلد الحمائم .

الانتفاضة والنار كلمة الشعب الاخيرة في ايران، يقولها الايرانيون ويدفعون كلفتها من لحمهم ودمائهم وارواح اولادهم، تصقل دماء شكاري ورهنورد عزيمة الشعب والمقاومة، ليتجدد الفعل الثوري لاقتلاع نظام ولي الفقيه من جذوره، ينحشر الضمير العالمي في اضيق الزوايا، ويضطر الى الاستجابة للشعب الذي حسم خياراته.