افتتاحية حركة مجاهدي خلق:
إيران... نهج الجرائم المنظمة
ادار نظام الولي الفقيه في ايران ظهره للاحتجاجات الخارجية والداخلية على اعدامات المنتفضين، مع تمسكه بنهج الجرائم المنظمة، واعطائه الاوامر للقضاة بمواصلتها، زيادتها، وعدم التسامح مع المشاركين في الانتفاضة التي تقترب من شهرها الرابع.
قال رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني ايجئي خلال لقاء مع مجلس القضاء الأعلى ان “اختيار حد المحاربة حسب تقدير القاضي” داعيا القضاة الى عدم القلق من “الافتراءات” وطلب من المدعي العام عدم التسامح مع “الذي يتسبب في انعدام الامن للمواطنين” وخاطب منفذي احكام الاعدام قائلا ان “السذاجة في هذه القضايا هي النظر إلى القضية على أساس كل حالة على حدة” متمسكا بمبدأ النظام المتبع منذ اربعة عقود، فلم يكن معيار الجريمة فعل الفرد، بل علاقته مع منظمة مثل مجاهدي خلق لاعدامه.
منذ يومه الاول، قام نظام الملالي على الجرائم والمجازر والإرهاب، حيث أعرب خميني في احد خطاباته عن أسفه لانه لم يكسر الاقلام ويغلق الصحف وينصب المشانق في الساحات الكبيرة ويحصد المعارضة مع اول يوم من استيلائه على السلطة، ثم استدرك الامر بقتل الالاف من الناس، وراح ضحية جرائمه 30 ألف سجين سياسي في مذبحة عام 1988 التي وصفها فقهاء دوليون بأنها أكبر جريمة منظمة ضد الإنسانية في العصر الحالي.
امر جلادون من أمثال الملا جيلاني وموسوي تبريزي في العام 1981 باعدام مجاهدي خلق، قتل جرحاهم اينما وجدوا، ودونما محاكمات، لتتحول الاوامر الى نهج، حيث تكررت العبارات ذاتها على السنة مسؤولين آخرين من جلادي النظام، مستشهدين بفتوى خميني، قال وزير المخابرات السابق علي فلاحيان انه “لا حاجة للمحاكمة على الإطلاق، لا معنى لمحاكمة الذي يقاتل ضدنا، أكد الإمام كثيرًا على عدم خروج هؤلاء المجاهدين من بين أيديكم ” وقال ابراهيم رئيسي معلقا على انتفاضة 2009 حين كان نائبا للقضاء ان كل من يساعد مجاهدي خلق بأي طريقة وتحت أي ظرف محارب، لأنها حركة منظمة، ومن يقف ضد النظام الإسلامي محارب، ومستخدم الخشب والحجر محارب ايضا ويستحق عقوبة الإعدام.
من الواضح أن النظام القضائي في ايران يفتقر للحد الأدنى من المعايير والقوانين، ووظيفة القضاء لا تخدم غير سياسات قمع وترهيب المجتمع الإيراني والحفاظ على النظام، لا تتجاوز قاعة بعدد قليل من الحرس والملالي مع عمائم وبدون عمائم لتخويف وتعذيب المتهم واصدار أحكام الإعدام أو التعذيب في السجن.
القضاء لدى الملالي حيلة لخداع العالم، احد الأسباب التي تشرعن إسقاط النظام بكامل أركانه، بات الامر اكثر وضوحا امام الايرانيين والعالم، مع حكمي الاعدام الصادرين مؤخرا واوامر ايجئي الاخيرة.
يلعب نظام الملالي في الوقت الضائع باندفاعه نحو عقوبة الاعدام لاخماد الانتفاضة، ويرد المنتفضون بهتافات من قبيل “لم تعد تفيد المدافع، الدبابات، والرشاشات، أخبروا أمي أنها لم تعد لديها بنات أو أبناء” مؤكدين عدم فعالية المجازر مع تغلب المنتفضين على الخوف، ومواجهتهم التحديات بالغضب والحماسة.