افتتاحية حركة مجاهدي خلق:
ايران... نيران الترهيب
تحولت ردود فعل الملالي على مواقف السياسيين والبرلمانيين الغربيين تجاه تطورات الاحداث في ايران ودور مجاهدي خلق في صناعة المستقبل الى حملة منظمة للترهيب، علاوة على تشويه صورة المقاومة والمجاهدين والرئيسة المنتخبة من المقاومة مريم رجوي، الامر الذي ظهر واضحا في تحليل لـ “نادي الصحفيين الشباب” الذي يسيطر عليه الحرس.
في محاولة لرسم صورة بديلة للمقاومة والمنظمة جاء التحليل التحريضي حافلا بمصطلحات “الإرهاب”، “الشمولية”، “الطائفة”، “الكراهية”، “عدم وجود قاعدة اجتماعية” المحملة بالايحاءات.
بعد اشارته الى خطاب رجوي في البرلمانين الكندي و الإيطالي، حاول التحليل ايصال رسالة بأن حضور كبار المسؤولين الامريكيين السابقين مؤتمر واشنطن يدل على تبني الغرب للمنظمة بديلا رئيسيا للجمهورية الإسلامية خلال الفترة الانتقالية، متسائلا عن سبب هذا الموقف، رغم ادراك الغربيين “للقاعدة الاجتماعية الصغيرة للمنافقين” واعقب التحليل السؤال باستفسارات لم تخرج عن السياق، تناولت سبب المراهنة على خلفاء محمد حنيف نجاد، القائد المؤسس لمجاهدي خلق، و”تخييط عباءة زعامة الاضطرابات الأخيرة في إيران لرجوي”، لتفتح مجالا امام تنظيرات اعلام الباسيج.
جاء في هذه التنظيرات ان لمجاهدي خلق تاريخ من النشاط ضد نظامي الشاه والملالي، الامر الذي “يخلق صورة ذهنية إيجابية عنهم في أذهان الجهلاء بالتاريخ ويعترف بهذه المنظمة كحركة تسعى إلى الحق ولم تقدم فدية لأي نظام سياسي” ليصل التحليل الى أن “قدرة مجاهدي خلق على تجهيز العناصر والنظام الإلكتروني والاستخباراتي عامل آخر جعل الغربيين يتوقون إلى دعم المنظمة” وان “القوة التنظيمية جعلت مريم رجوي وطائفتها الخيار الأفضل لخطة الأمريكيين لمستقبل إيران” ودفعت الغربيين لاعطاء رجوي هالة من الحرية واظهارها في صورة الذي يقضي حياته كلها من أجل مستقبل مزدهر لايران.
تجدد الحملة التي يأتي التحليل في سياقها السؤال حول اسباب رعب النظام وقلقه بعد مؤتمر ومسيرة واشنطن، وما سبقهما من مؤتمرات مشابهة، لاسيما وان مؤشرات تصريحات اوساط النظام ووسائل اعلامه تتجه نحو تعليمات بهذا الخصوص من بيت الولي الفقيه.
للحملة اكثر من اتجاه، فهي تستهدف رجل الشارع الايراني الذي لا يثق باعلام النظام، مما يعني ان لهذه الديماغوجيا نتائج عكسية، تتمثل في اطلاع عامة الايرانيين على انشطة المقاومة، كما تسعى حملة الملالي الى وضع الخواص الصامتين، العناصر المنهارة، والقادة المنهكين امام حقيقة وجودهم على سطح ذات السفينة التي تهب عليها رياح الانتفاضة، على امل اخراج بعضهم من دائرة الصمت .
حملة خامنئي اقرب الى اللعب بالنار، فمن شأن الضخ الاعلامي، والترهيب من الحضور العالمي للمقاومة والمجاهدين، الدفع باتجاه المزيد من انهيارات النظام، لا سيما وان ترحيب المجتمعات الديمقراطية بالبديل الديمقراطي للملالي يترافق مع مضي الانتفاضة بكامل زخمها نحو شهرها الرابع.
خرج الولي الفقيه بعد ايام من الصمت، وفي اجواء الضجة المثارة حول تنفيذ احكام اعدام بمنتفضين، ليحث وسائل اعلامه على زيادة التحريض على مجاهدي خلق، منتقدا تقصيرها في تعريف جيل الشباب بالاحداث التي جرت في الماضي.
اثار حديثه حول هذه النقطة التندرات في الشارع الايراني، فلا يوجد تجمع، اواجتماع، اومنبر وصلاة الجمعة، او برنامج إذاعي وتليفزيوني رسمي لا يرفع فيه شعار الموت للمنافق، ولم تكن توجيهات خامنئي لاجهزته الاعلامية جديدة، فقد وقف قبل ثمانية اشهر على قبر خميني ليرد على حملة التقاضي التي شنها المجاهدون، بمطالبة تلك الاجهزة بتحرك يعيق تبديل مكان الشهيد مع الجلاد، ويشجع خامنئي في كل لقاء مع وكلاء الحكومة والدعاة على استخدام الفن ضد مجاهدي خلق، ويخصص الميزانيات الكبيرة لهذه الاغراض، حيث تم إنتاج مئات الكتب والأفلام والمسلسلات، وكتبت آلاف المقالات للمساهمة في عملية الشيطنة القائمة على قدم وساق.
يذكر المتلقي الايراني فيلم “أحداث الظهيرة” ورواياته الكاذبة عن مجاهدي خلق وملحمة استشهاد موسى خياباني وأشرف رجوي ورفاقهما، ولقاء خامنئي العلني بالمشاركين في الفيلم، وتشجيعه لهم قائلا ان قصة الفيلم جيدة جدًا، جميع أجزاءه رائعة، الاتجاه كان ممتازا، وكذلك التمثيل.
ولا يخفى على الايرانين اعتياد الولي الفقيه على التصعيد ضد المجاهدين كلما تأججت الاحتجاجات في البلاد، ففي مناخات انتفاضة نوفمبر 2019، وحتى الأسبوع الأول من كانون الثاني 2020، تم بث 10 أفلام وثائقية ومسلسل على مختلف قنوات النظام، لشيطنة المجاهدين، بينها فيلم وثائقي بعنوان “المصدر” تضمن الفصل الأول منه 20 حلقة، مدة الواحدة 50 دقيقة.
دعوات خامنئي الاخيرة للاستنفار الاعلامي ضد المجاهدين، واعترافه بالفشل في التأثير على الشباب، بعد كل هذه الانفاقات، اعتراف بالهزيمة في مواجهة المجاهدين، واثر الانتفاضة المستمرة منذ ثلاثة اشهر على نظامه الفاسد.
يكشف اعتراف خامنئي بالهزيمة والفشل عجزه عن استيعاب احتجاج منتظري على مجزرة 1988 ورسالته لخميني التي جاء فيها ان المجاهدين ليسوا اشخاصا، فهم يمثلون نهجا، ومدرسة فكرية، ولا يمكن حل الازمة معهم عن طريق القتل.
تجاهَل الولي الفقيه نبوءة منتظري ـ الذي كان نائبا لخميني مدة عشر سنوات ـ بزيادة الرصيد الشعبي للمجاهدين، كلما مورست اعمال القتل ضدهم، واستمَر في سياسة زرع الاشواك، والقتل والاعدامات، ليجني الفشل تلو الاخر، وينتهي الى البحث عن قشة النجاة في تحريض وسائل الاعلام، على امل وقف انهيار نظامه المتداعي.