افتتاحية حركة مجاهدي خلق:

إيران... فوضى التحذير والوعود

مدفوعة بالحاجة لرفع المعنويات المتدهورة لقوى القمع، واشاعة اجواء زائفة بالانتصار، تستسهل منابر الملالي ووسائل اعلامهم اطلاق الوعود بالسيطرة على الانتفاضة الشعبية، التي تقترب من انهاء شهرها الرابع بزخم.

تحدَّث وكيل خامنئي لصلاة الجمعة في طهران عما وصفه بـ “المرور المنتصر عبر الممر الصعب لفتنة خطيرة”، فيما كتبت صحيفة إيران  الناطقة بلسان حال حكومة رئيسي ان “أجواء الاضطرابات في البلاد آخذة في التراجع” واطلقت وعدا بـ “وضع حد لمرحلة الاضطرابات”.  

جاءت هذه الوعود الفارغة نتاج سلسلة تطورات على الارض، اوصلت معنويات اذرع القمع الى الحضيض، وجددت مناخات القلق في اوساط النظام، بعد ادعاءات بافول نجم الانتفاضة، فقد أضرم المنتفضون النار في قاعدة الباسيج في قهدريجان وبابل، أغلق شباب الانتفاضة في مشهد وتبريز وسنندج الطريق بإشعال النار، وسط هتافات “الموت لخامنئي” و “الموت للمستبد، سواء كان الشاه أو المرشد ” كما ردَّد المواطنون في شيراز هتافات ” الموت لخامنئي واللعنة على خميني” و”ليرحل الملالي لاتفيدهم الدبابة والمدفع “، احتج المواطنون في شوارع مدن مشهد، وأصفهان، وسنندج، وبندر عباس، وكلشهر، وفرديس، وكوهردشت كرج، وطهران، مرددين هتافات “الموت للديكتاتور” و “الموت لخامنئي”، اجتاحت مظاهرة 5 مناطق في طهران بينها جيتكر، وجادة فردوس، وجنت آباد، ومحطة مترو مسرح المدينة، أطلقت عناصر نظام الملالي الغاز المسيل للدموع على الذين يرددون هتاف “الموت للديكتاتور” في محطة مترو مسرح المدينة، قادت النساء مظاهرة في هفت حوض نارمك مرددات هتاف “خامنئي السفاح سندفنك تحت التراب“، اشتبك المواطنون مع القوات القمعية في بعض المناطق بينها ساحة الثورة، أضرم المنتفضون في الأهواز النار في حوزة الجهل والجريمة، في الوقت أضرم شباب الانتفاضة في ساوه النار في قاعدة الباسيج، تم تدمير تمثال قاسم سليماني ولافتته في تبريز، عطل الشباب الحركة في ساحة نبوت في سنندج وحي كريم آباد في سقز بإشعال النار في الشارع مرددين هتافات مناهضة للحكومة، واقيمت مراسم عزاء لتابين شهداء الانتفاضة في مختلف انحاء البلاد رغم الاجراءات الامنية.

وجدت هذه الفعاليات صداها في وسائل اعلام الملالي حيث اشارت صحيفة “فرهيختكان” الحكومية في تحذيراتها للمسؤولين الحكوميين الى استمرار الانتفاضة قائلة ان هذه الأحداث متسلسلة، متعددة الأبعاد، والأوجُه، والأسباب، ويتجلى أحد وجوهها بين الحين والآخر، فيما حذرت صحيفة “جمهوري” الحكومية من الاطمئنان للسلام النسبي والظن الخاطئ بأن كل شيء تحت السيطرة.

وبذلك لم تخل وعود الانتفاضة التي يقف وراءها الولي الفقيه من محاولة للرد على المحذرين من المآلات التي يتجه اليها نظام الملالي مع وصوله الى حالة من العجز عن ايقاف الانتفاضة ومحاولاته الفاشلة لدفن راسه في الرمال.

يلتقي ترافق “وعود” و”تحذيرات” الملالي عند عدد من الدلالات اهمها حالة الفوضى الرسمية الناجمة عن عجز في مواجهة الارادة الشعبية وامساك شبان الانتفاضة بزمام الامور في الميدان، ليقتصر دور اجهزة النظام على ردود الفعل.